اللاجئون السوريون في لبنان بين خيمة ومتجر وورشة بناء
- بواسطة رويترز --
- 02 آب 2013 --
- 0 تعليقات
يقيم حوالي ألف لاجئ فروا من الحرب في سوريا في مركز تجاري مهجور فوق قمة جبل تنتشر عليه أشجار الأرز والزيتون ويشرف على مدينة طرابلس اللبنانية.
وفي خلال شهرين تحول المبنى المكون من أربعة طوابق الذي كان خاويا إلى واحد من أكثر من 360 مخيما غير رسمي للاجئين الفارين من سوريا إلى لبنان الذي لا تستوعب قدراته هذه الموجة الهائلة من اللاجئين.
"أصبحنا وكأننا دولة صغيرة." تقول أم محمد التي فرت من مدينة حمص السورية وأصبحت أول من ينتقل إلى متجر خاو في المركز التجاري في طرابلس لتستقر هناك مع أبنائها الثلاثة في تشرين الأول/أكتوبر.
ومنذ ذلك الوقت تحول المركز التجاري المهجور إلى بلدة مغلقة على ذاتها. واستخدم اللاجئون ألواح الخشب والملاءات لتقسيم المتاجر الخالية وفي غلق أبوابها.
وتنشر النساء الملابس في ساحة داخلية بينما يسترخي الرجال على وسائد قطنية في حين يتجول عشرات الأطفال من حولهم. وفي مكان آخر يقوم شاب بقص شعر صبي بينما تبيع امرأة في الطابق الثاني الجزر والليمون والبطيخ.
وقال نينتي كيلي ممثل مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجين في لبنان "الناس يواجهون صعوبة متزايدة في العثور على مأوى مناسب وحتى المأوى الذي يجدونه ويستأجرونه ليس ملائما ولهذا يصاب الناس حقا بخيبة الأمل."
وتضاعف عدد اللاجئين السوريين في المنطقة خلال الأشهر الأربعة الماضية مع دخول الصراع المستمر منذ أكثر من عامين إلى مرحلة أكثر دموية.
ويستقبل لبنان رغم صغر مساحة أراضيه وهشاشة الوضع السياسي به عددا كبيرا من هؤلاء اللاجئين.
ويشترك لبنان في كثير من الصراعات الطائفية مع سوريا التي تشهد ما يصفه البعض "حربا أهلية".
وعلى خلاف دول أخرى في المنطقة يرفض لبنان انتقال اللاجئين السوريين إلى مخيمات رسمية في خطوة قد تسمح لهم بالتمسك بالمكان والحصول على المساعدات الإنسانية بشكل منتظم.
ويبحث السوريون عن المأوى أينما وجدوه سواء في مرآب السيارات والبنايات المهجور والخيام البدائية.
وتقول مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين إن عدد اللاجئين المسجلين بلغ 666 ألفا في لبنان مقابل 513 ألفا في الأردن و431 في تركيا وأكثر من 100 ألف في كل من العراق ومصر.
ويعيش حوالي مليون سوري -من بينهم هؤلاء الذين لا يطلبون اللجوء مثل العمالة المهاجرة وأسرهم -الآن بين سكان لبنان الذين يبلغ عددهم أربعة ملايين نسمة.
وتتراجع حرارة الترحيب الذي قوبل به اللاجئون السوريون في أنحاء المنطقة.
وتترك تركيا رسميا حدودها مفتوحة لكنها تشدد من الإجراءات الأمنية في الوقت نفسه على حدودها مع سوريا التي يبلغ طولها 900 كيلومتر حيث أقامت أسوارا من الأسلاك الشائكة لتجعل الدخول من غير البوابات الرسمية أمرا صعبا. ويقول عمال إغاثة إن الأردن أغلق بعض المعابر بينه وبين سوريا هذا العام، ما أدى إلى بقاء آلاف اللاجئين على الحدود.
وفي سهل البقاع اللبناني يوجد مخيم بالقرب من قرية كفر زبد على بعد بضعة كيلومترات من الحدود السورية.
وتجلس أمينة في خيمة وترعى رضيعة بين ذراعيها. ووصلت الأم التي تبلغ من العمر 20 عاما من ريف حلب قبل شهرين ووضعت طفلة في المخيم قبل أسبوعين دون رعاية صحية.
وقالت "لا توجد مياه أو كهرباء أو مساعدات."
وإضافة إلى هذه المشكلات تعاني منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية من وجود قيود تتعلق بالتمويل والعراقيل السياسية والعوائق القانونية مما يعوق عملها في إغاثة اللاجئين السوريين.
التعليق