قنصل النظام في مصر يحاول استمالة الموقوفين السوريين... شقلب: الائتلاف لم يكلّف نفسه بتفويض محامٍ لهم

ذكر الناشط معتز شقلب، عضو المجلس الوطني السوري، وأحد ناشطي المعارضة السورية في مصر، أن القنصل السوري التابع لنظام الأسد في القاهرة، قام بزيارة المعتقلين السوريين في سجون مصر، وعرض عليهم تسوية أوضاعهم مقابل عودتهم إلى سوريا، لكن المعتقلين رفضوا عرضه، كما رفضت السلطات المصرية المختصة طلب القنصل السوري ترحيلهم إلى الأراضي السورية.

وأضاف الناشط في صفوف المعارضة أنه يعمل بجهد لترتيب أوضاع المعتقلين السوريين، لكنه لا يلقى أيّ دعمٍ من جانب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، حتى أن الائتلاف لم يكلّف نفسه أن يوكّل محاميّاً للنظر في شؤون المعتقلين السوريين الذين من المقرر ترحيلهم عن الأراضي المصرية.

وكان معتز شقلب قد حضر منذ يومين جلسة أخرى من جلسات المحاكمة التي يخضع لها في قضية اقتحام السفارة السورية بالقاهرة، حيث حضر معه عدد من ناشطي حقوق الإنسان والمحامين المصريين، في ظل غياب أي دعم من جانب الائتلاف الوطني المعارض، رغم أن شقلب يعدّ أحد المحسوبين عليه، باعتباره عضواً في المجلس الوطني السوري.

وأوضح شقلب تفاصيل ما حصل معه في قضية وقف ترحيل المعتقلين السوريين في مصر، فقال لـ "اقتصاد":

"ذهبت لمفوضية اللاجئين طالباً سرعة تدخلهم، وقمت بإعطاء المفوضية بيانات بأسماء الموقوفين وصور جوازاتهم لمن تيسر وجود صورة لجواز سفره، وتم استخراج الكرت الأصفر، وتم تسليم الكروت لمحامٍ مصري بوصفه يعمل مع المفوضية لمتابعة الأمر، ولما تأخر ذهبت لمكتبه ففوجئت بصورة عبد الناصر تتصدر المكتب فراودني شك أنه يؤخر العمل على إطلاق سراحهم، وفاتحته فوراً بالموضوع، وقلت له ـأنتم ضد قضيتنا وثورتنا، فكان الأفضل لك أن تحوّل الموضوع لمحامٍ آخر، فهدأ من روعي وقال أولاً أنا مع الثورة السورية، وصحيح أنا قيادي بالتيار الناصري، لكن أنا مع الثورة السورية ومع إسقاط بشار الأسد، واتفقنا على أن نقوم يوم الخميس بتقديم طلب خطي للنائب العام لإيقاف قرار الترحيل فوراً وطلب لوزير الداخلية بحضور التحقيقات مع الموقوفين".

وتطرّق شقلب لقضية تدخل القنصل السوري:
"قنصل النظام زار المعتقلين بالسجن وعرض عليهم تسوية أوضاعهم مقابل عودتهم لسوريا وحسب زعمه أن العودة لحضن الوطن لا يوازيه أي شيئ وأن "سوريا الأسد" ستؤمن لهم عملاً فورياً.
ولكن المعتقلين رفضوا وتركوا القنصل وانسحبوا من الاجتماع.
وبعدها حاول القنصل أن يضغط على الأمن المصري لتسفيرهم إلى سوريا، ولكن الجواب كان حاسماً بأن للمعتقل حق اختيار الدولة التي يريد السفر إليها".

واستطرد شقلب معاتباً الائتلاف، ومتهماً إياه بالتقصير:
"ومن هنا أقول للائتلاف مازلت كما أنت لا تهتم بما ينفع الثورة وأنت مقصر بحق من تدعي تمثيله، وها هو النظام انطلق خارج حدود الوطن يتقرّب من الحاضن الشعبي ويرسل له رسائل مفادها أن الوطن ينتظركم، بينما الائتلاف لم يكلّف نفسه بتفويض محامٍ لمتابعة الأمر".

ومن جانب آخر، ألمح شقلب إلى حسن معاملة السوريين في السجون المصرية:
"رغم اعتراضي الشخصي على قرار الاعتقال التعسفي الذي طال السوريين والحملة الشرسة التي نتعرض لها كجالية سوريّة إلا أنها شهادة حق تُقال بحق مصلحة السجون، حيث يتم معاملة أبنائنا بكل احترام".

وأضاف موضحاً أنه لم يحظَ بأي دعم في مساعيه لمساعدة المعتقلين السوريين، كما أنه لم ينل أي اهتمام في القضية التي يُحاكم فيها في المحاكم المصريّة، والمتعلّقة بمحاولة اقتحام السفارة السورية في القاهرة:
"أخوتي أعضاء الجالية السورية من اللاجئين أتقدم منكم بالاعتذار لعدم مقدرتي على خدمتكم بموضوع المعتقلين كما يجب، لأنني بصراحة لا أعمل تحت غطاء يحميني، فالائتلاف لم يكترث بالموضوع، وحتى حين تم إعادة محاكمتي بموضوع اقتحام السفارة وأنا أعتبر تابعاً للائتلاف، لكون تيار الكرامة أحد مكونات المجلس الوطني، وأنا عضو بالمجلس، ومع ذلك لم يكترثوا ولم نرَ منهم أحداً، رغم أن منظمة العفو الدولية ومفوضية اللاجئين ومركز هشام مبارك لحقوق الإنسان أرسلوا مندوبيهم ولكن ائتلافنا الموقّر مازال بحالة غياب وانفصال تام عن الثورة".

وختم شقلب مناشداً السوريين في مصر بالابتعاد عن التجمعات، والتزام البيوت قدر المستطاع في الأيام القليلة القادمة:
"كما أنصح الجالية بالابتعاد عن التجمعات، وكما سمعنا اليوم بيان مجلس الوزارء والذي قرر فض اعتصامات مؤيدي مرسي بالقوة، وهذا يعني أن مصر ستشهد أحداثا ساخنة خلال الفترة القادمة، لذا أناشد كل السوريين التزام البيوت قدر المستطاع".

ترك تعليق

التعليق