خوفاً من الاعتقال التعسفي والتهم الجاهزة.. دعوات لاعتكاف السوريين بمصر في بيوتهم

تصاعدت وتيرة استهداف السوريين في مصر خلال الأيام الأخيرة، فيما تحدث ناشطون عن اعتقال عشرات السوريين على حواجز أمنية في القاهرة وضواحيها، بتهم وذرائع مختلفة، أبرزها يتعلق بانتهاء صلاحية الإقامة، مع الكلام عن نية السلطات المصرية ترحيل بعضهم.

وفي هذا السياق وجّه الناشط السوري المعارض، معتز شقلب، نداء للسوريين ناشدهم فيه بالتزام الأحياء التي يسكنونها، مفضلا "اعتكافهم" في البيوت حتى يوم الاثنين القادم.

شقلب الذي هو عضو في المجلس الوطني، قال إن لديه معطيات بأن أي سوري سيُعتقل في منطقة قريبة من المظاهرات، تنتظره قائمة تهم سيصعب التعامل معها، ولذا فإن من الأفضل للسوريين الابتعاد عن مناطق المظاهرات.

وتوقع مراقبون أن تشهد مصر ابتداء من اليوم الجمعة مظاهرات غير مسبوقة من الجانبين، أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، وأنصار قائد الجيش، عبد الفتاح السيسي.

وتأتي التوقعات وسط دعوات من الطرفين للاحتشاد في مليونيات، خاصة بعد دعوة "السيسي" المصريين للنزول بالملايين إلى الشوارع؛ لمنحه تفويضا للقضاء على "الإرهاب"، فيما فهم أنه طلب تفويض للقضاء على نشاطات جماعة الأخوان المسلمين المعارضة للانقلاب الذي قاده السيسي.

وفي سياق متصل، أكدت معلومات متواترة عن حصول حملة اعتقالات طالت سوريين في مساكن عثمان بمدينة 6 أكتوبر قرب القاهرة، حيث يوجد أكبر تجمع للسوريين في مصر.

وأشارت مصادر إلى اعتقال أطفال بعضهم بعمر 13 سنة، كانوا في الشوارع لحظة وقوع حملة الاعتقالات.

وقد أكد شقلب، بعض هذه المعلومات، موضحا أن 19 شخصا تم اعتقالهم في الساعة 11من مساء الخميس من مساكن عثمان دون أي تهمة، وبين أن الأشخاص موقوفون بقسم أكتوبر.

وفي نفس الموضوع، دعا شقلب جميع أهالي المعتقلين الموجودين بسجن القناطر وقسم الشروق بمصر، وأي معتقل آخر بأي قسم شرطة بمصر، إلى ضرورة الحضور صباح يوم الأحد الساعة 9 صباحا أمام مقر مفوضية اللاجئين بالزمالك، خلف فندق ماريوت، مصطحبين معهم صورة جواز سفر وصورة لكل معتقل، بغية العمل على إيقاف قرار ترحيل المعتقلين السوريين.

ودعا شقلب في منشور نشره في صفحته على فيسبوك إلى التواصل معه بهذا الخصوص.

وكانت مصر تعدّ من بين أفضل البلدان للاجئ السوري، من حيث التعامل الرسمي والشعبي، إلا أن انقلاب السيسي أحدث "انقلابا" ولو نسبيا في طريقة التعامل، حيث بدأت حملات التعرض للسوريين في الإعلام، تبعتها تصرفات تنكيلية على أرض الواقع.

ولكن ناشطين سوريين دعوا إلى الفصل بين أفعال السلطات المصرية الحالية، وبين مواقف الشارع المصري المنقسم على نفسه، منبهين إلى ضرورة عدم استعداء أي طرف مصري، والوقوف على الحياد خلال هذه الفترة الحساسة.

وتقدّر السلطات المصريّة السوريين الموجودين على أراضيها بحوالي 200 ألف نسمة، في حين تذهب تقديرات غير رسمية إلى وجود أكثر من مليون سوري.

وقد ألمح مراقبون إلى احتمال وقوف مخابرات بشار الأسد وراء حملات التحريض الإعلامية ضد السوريين، حيث لم يكف إعلام النظام عن الترويج لمقولة تعتبر أن المعارضة السورية تدعم الإخوان المسلمين، عبر التظاهر وتهريب السلاح.

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، قد طالبت السلطات المصرية بوقف الاعتقالات التي وصفتها بـ"التعسفية" بحق السوريين والكف عن تهديدهم بالترحيل، مستشهدة بحالات احتجاز عديدة شملت اعتقال 9 صبية سوريين.

ترك تعليق

التعليق