معاداة السوريين.. موجة جديدة تنتشر بين الباحثين عن "كبش محرقة" في مصر ولبنان
- بواسطة أ ف ب - اقتصاد --
- 24 تموز 2013 --
- 0 تعليقات
تنتشر موجة معاداة للاجئين السوريين في دول عربية مثل مصر ولبنان تستقبل أعدادا متزايدة منهم، حيث توجه إلى هؤلاء اللاجئين اتهامات بالتدخل في الحياة السياسية لبلد اللجوء وإثارة المشاكل والمنافسة غير المشروعة مع أبناء البلد على الصعيد الاقتصادي.
كما إن الأنظار وأصابع الاتهام تتجه اليهم قبل سواهم لدى حصول جرائم أو حوادث سلب أو مخالفات، حيث يتواجدون.
ففي مصر، اتهمتهم وسائل إعلام بأنهم شاركوا "بالمئات" في التظاهرات الداعمة للرئيس المصري محمد مرسي الذي عزله الجيش في تموز/يوليو. وقد نشر بيان على مواقع التواصل الاجتماعي يدعو إلى مقاطعة المحال السورية في مصر.
وجاء في المنشور: "أيها المصريون.. لا بد أن نقاطع المحلات السورية بأنواعها، وأن نمتنع عن الشراء منهم لأنهم يستخدمون أموالنا في إرهابنا وترويعنا بالاشتراك مع الإخوان المسلمين".
وأضاف المنشور: "إن العاطلين عن العمل منهم في مصر قبضوا مبلغ 300 جنيه في اليوم من مكتب الإرشاد (لدى الإخوان) مقابل التعاون مع الإخوان في التظاهرات"، واصفا إياهم بـ"المرتزقة".
كما اتهم المنشور اللاجئين السوريين بإحضار أسلحة من سوريا واستخدامها "لقتل وإصابة" الشرطة والجيش والمعارضين لمرسي.
وعلى شاشات التلفزيون المصري، تبدو اللهجة أيضا محتدمة ضد اللاجئين، ومما قاله مقدم البرامج توفيق عكاشة على تلفزيون "الفراعين": "باسم شعب مصر، أقول لكل السوريين في مصر رسالة تحذير.. الشعب المصري معه كل العناوين التي أنتم فيها.. إذا جلستم مع الإخوان (بعد التحذير)، الشعب سيدمر بيوتكم، وعناوينكم كلها موجودة"، مضيفا: "الشعب ليس مستعدا أن يقفز أي عميل فوق انتصاره".
وعلى تلفزيون "أون تي في"، قال يوسف الحسيني بلهجة عدائية واضحة "إذا كان بعض من الجالية السورية في مصر يرى أنه يأتي إلى هنا حتى ينصر الإخوان ومحمد مرسي.. عليه أن يرجع إلى بلده ويحل مشكلته هناك.. لا علاقة له بنا".
وأضاف موجها كلامه لكل سوري في مصر: "إذا حاولت التدخل في أي أمر يتعلق بالداخل المصري، (...) ستحصل على 30 جزمة في وسط الشارع"، متابعا باللهجة المصرية: "وحتاكل قفا ورا قفا حتى تورم قفاك".
ودان مقدم البرنامج التلفزيوني الساخر باسم يوسف هذا العداء. واعتبر في مقال في صحيفة "الشروق" المستقلة نشر أخيرا ان الاعلاميين "الليبراليين الكارهين للإخوان أصبح بعضهم نسخة منقحة من فاشيتهم ومن عنصريتهم".
وفي هذه الأجواء، فرضت السلطات المصرية الجديدة على السوريين الراغبين بدخول أراضيها، الحصول على تأشيرة، مع إنها أكدت أن هذا الإجراء "مؤقت".
ويقول أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأميركية في بيروت ساري حنفي لوكالة فرانس برس "في مثل هذه الحالات، هناك دائما بحث عن كبش محرقة".
ويضيف: "في مصر، هناك خلط وشوفينية بدائية. من أجل شرح التعبئة (بين أنصار الرئيس المعزول مرسي)، يتم اتهام الأجانب".
وفي لبنان الذي يستضيف حوالى 600 ألف لاجىء سوري، ينبع العداء خصوصا من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها اللبنانيون، والتي تزداد مع العبء الذي يشكله وجود اللاجئين، علما أن غالبية هؤلاء يعيشون في ظروف مزرية.
وذكر استطلاع أجري قبل فترة قصيرة أن 82 في المئة من اللبنانيين يتهمون السوريين بأخذ فرص العمل منهم. ويقول 70 في المئة منهم إنهم لا يرتاحون بتناول الغداء إلى الطاولة نفسها مع اللاجئين السوريين، بينما يرى 54 في المئة أن على لبنان إقفال حدوده أمام اللاجئين.
واتخذت السلطات اللبنانية الثلاثاء سلسلة إجراءات شددت بموجبها التدقيق في "معايير تدفق النازحين" من سوريا على الحدود، ووقف "المنافسة غير القانونية" في سوق العمل التي يقوم بها هؤلاء، ووضع حد لظاهرة التسول في الشوارع التي ازدادت مع ارتفاع عدد اللاجئين السوريين.
وسيتم إقفال المحال الصغيرة التي افتتحها سوريون لأنها غير مرخصة قانونيا، كما ستتم إزالة تجمعات لهم في غرب بيروت.
وتؤكد مصادر أمنية أن هناك شكاوى عديدة في حق سوريين من لبنانيين يتحدثون عن "تحرش بالفتيات" يقوم به هؤلاء، وعمليات "سرقة ونشل".
وفي عدد من القرى والبلدات اللبنانية، علقت البلديات لافتات تدعو السوريين إلى عدم التجول بعد الساعة السادسة مساء، ما أثار استياء العديد من الناشطين والمؤسسات المدافعة عن حقوق الانسان.
وأطلق "المرصد اللبناني لحقوق العمال والموظفين" حملة على "فيسبوك" للدفاع عن اللاجئين والعمال السوريين.
وارتفعت في بيروت لافتة كتب عليها "أهلا باللاجئين والعمال السوريين في لبنان. عذرا على ما يفعله العنصريون منّا".
كما عمد ناشطون وناشطات إلى توزيع منشورات صغيرة على المارة جاء فيها "لأننا كلبنانيين عايشنا الحرب بأنواعها.. ولأننا تهجرنا ونعرف جيدا معنى كلمة لاجئ، ولأنّ الشعب السوري احتضننا يوم اشتدت الحرب علينا... نرحب باللاجئين السوريين".
التعليق