"اقتصاد" ترصد مخاوف بعض السوريين في مصر بعد إزاحة مرسي

تطورت الأحداث السياسية بسرعة في مصر، في بلد تقدّر جهاته الرسمية عدد السوريين المقيمين فيه بأكثر من 200 ألف نسمة، في حين تذهب جهات غير رسمية في تقديراتها إلى أكثر من مليون سوري.

 

لقي السوريون ترحاباً وتقبّلاً ملحوظاً في عموم الشارع المصري منذ بدء توافدهم إلى الأراضي المصرية، والذي تصاعدت وتيرته منذ صيف العام الماضي، لكن التطورات السياسية في الأسابيع الأخيرة في مصر، وانخراط بعض السوريين في النشاطات السياسية والميدانية لصالح جانب من المصريين، ومن ثم تركيز الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، على الشأن السوري منذ أسابيع قليلة، كل ذلك ولّد شعوراً لدى أطراف عديدة بأن وضع السوريين على الأراضي المصرية لا بد وأن يتأثر بالتحولات الأخيرة.

 

لا يمكن حتى الآن الجزم بنوع التأثير الذي ستتركه التطورات الأخيرة في مصر على موقف الشارع المصري عموماً من وجود السوريين بينهم، وهل سيتغير موقف المصريين حيال معاناة الشعب السوري تحت تأثير إزاحة الأخوان من السلطة، أم لا.

 

(حاتم، س)، مصري بسيط يعمل سائق تكسي، وربما يمثّل نموذجاً لبعض المصريين الذين أسقطوا الانقسام السائد في الشارع المصري تجاه أداء الرئيس المعزول مرسي، على موقفهم من السوريين، يقول حاتم لـ "اقتصاد": "مرسي ترك مشكلات البنزين وغلاء المعيشة وتردي السياحة، ورفع راية نصرة السوريين، متناسياً مآسي ومشكلات شعبه".

 

نجلاء رفعت، مصرية أخرى، عبّرت لـ "اقتصاد" عن استيائها من تورط السوريين في الشأن السياسي المصري، وحينما سألناها: "هل تظنين أن تورط السوريين عام، أم أنه يقتصر على شريحة صغيرة منهم؟"، أبدت تفهماً، وحرصاً على عدم الإساءة للسوريين عموماً.

 

(ن، ص) سوري، يعيش في 6 أكتوبر، أكد أن مظاهرات المعارضة لـ مرسي كانت ملحوظة في مدينة 6 أكتوبر القريبة من القاهرة، حيث يتواجد أكبر تجمع للسوريين المقيمن في مصر، لكنه أكد لـ "اقتصاد" أنه لم يستشعر أية مشاعر سلبية من جانب المصريين الذين يخالطهم حيال السوريين على خلفية الأحداث الجارية، لكنه لا ينكر وجود ترقب بين السوريين لما ستؤول إليه مواقف السلطات المصرية الجديدة تجاههم.

 

(إ، ج) سوري مقيم في مصر، أكد لـ "اقتصاد" مخاوفه، "فالسوريون حظوا بتفهم كبير في الدوائر والمؤسسات الحكومية المصرية زمن مرسي، وتمتعوا بتجاوز المعنيين المصريين عن الكثير من الروتين ومتطلبات المعاملات الرسمية تفهماً لطبيعة أوضاع السوريين الخاصة".

 

رغم ما سبق من مخاوف تلمستها "اقتصاد" لدى بعض السوريين المقيمين بمصر، إلا أن المؤشرات التي تنبئ بنشوء مواقف سلبية في الشارع المصري حيال السوريين، لم تسجّل بصورة واسعة بحيث تعدّ ظاهرة تؤكد دقة هذه المخاوف، الأمر الذي يشي بأن المشهد ما يزال مفتوحاً على كل الاحتمالات، وأن على السوريين، الذين هُجّروا من ديارهم وأملاكهم، أن يعيشوا مرحلة جديدة من الترقب تتعلق بمصير وجودهم في مصر، أكثر البلدان العربية ترحاباً وتقبلاً لهم.

ترك تعليق

التعليق