أمريكا تجمد 63 مليون دولار قبل وصولها إلى "وحدة دعم الائتلاف"

قررت الإدارة الأمريكية بشكل مفاجئ تجميد 63 مليون دولار تعهدت بها كدعم للائتلاف الوطني عن طريق وحدة الدعم والتنسيق التي ترأسها نائب رئيس الائتلاف سهير الأتاسي، معللة ذلك بحالة الإحباط التي أصابت الإدارة الأميركية من حال المعارضة السورية المتشرذمة والتي تعوزها المصداقية بحسب مصادر مطلعة من البيت الأبيض لوكالة ماكلاتشي الأميركية.

"المعارضة السورية الرئيسية أحبطت إدارة باراك أوباما بالفوضى التي تعتريها" قال المصدر، مضيفاً، "واشنطن تبحث عن شركاء أكثر مصداقية لدعمهم في ثورتهم ضد رأس النظام السوري بشار الأسد".
وكانت الخارجية الأميركية أقرت في شباط الماضي 63 مليون دولار على شكل دعم مباشر للائتلاف الوليد آنذاك. وفي نيسان/أبريل الماضي قال روبرت فورد، سفير الولايات المتحدة لدى سوريا، في جلسة استماع في الكونغرس إن الأموال للمساعدة في مواجهة المتطرفين، في إشارة إلى الجماعات الإسلامية الجهادية التي كانت تفوق قوات الجيش السوري الحر والذي وصفته بالمعتدل وكما ستستخدم في إيصال المساعدات الإنسانية إلى العديد من المناطق. 

ورغم اعتراف الولايات المتحدة بالائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة ممثلاً شرعياً للشعب السوري، إلا أن ثقة البيت الأبيض تراجعت إلى حد كبير مع فضائح الفساد والرواتب وسوء إدراة الإعانات الممنوحة لوحدة الدعم والتنسيق، والتي كشفتها الزميلة جريدة "زمان الوصل" في عدة تحقيقات وتسريبات. 
لتكون اجتماعات التوسعة الأخيرة وما رافقها من تخبط هي الشعرة التي قسمت ظهر البعير بحسب محللين لموقع "إقتصاد".

المسؤولون الذي تحدثوا إلى وكالة ماكلاتشي شريطة عدم الكشف عن اسمهم بيّنوا أن عجز الائتلاف عن تعيين حكومة في المنفى تضم جميع الأطياف المعارضة بالإضافة إلى عدم المقدرة على اتخاذ قرارات بشأن القضايا المهمة التي تعترض الشأن السوري ساهم في القرار الأميركي.
وكشفت المصادر في وزارة الخارجية الأميركية أن حجم المساعدات الأميركية الموعودة وصل إلى 250 مليون دولار، ولكن تم تسليم 54 مليون دولار ليس للإئتلاف، وإنما لفصائل أخرى من المعارضة من أجل شراء أسلحة غير قاتلة.

وكشفت الزميلة "زمان الوصل" منذ نحو أسبوعين أن اللواء سليم إدريس رئيس هيئة الأركان المشتركة يحظى بدعم أميركي كبير من داخل الجناح اليميني في الخارجية الأميركية وعلى رأسهم جون كيري فهو رجل كفؤ وقوي وأمين هذه الصفة المهمة جداً والتي جعلت من الولايات المتحدة تجمّد أموال الائتلاف لتنقلها إلى المجلس العسكري بحسب مصدر مطلع لموقع "اقتصاد."

وأكد المسؤولون الأميركيون عدم التخلي عن الإئتلاف جرّاء هذا القرار، ولكن الدعم سيذهب للقواعد الشعبية الثورية والفصائل المقاتلة وعلى رأسها الجيش الحر الذي لم يسمِّه الأميركيون صراحة بالاسم ولكن الأمور تجري في مصب اللواء إدريس.

جنيف 2 سبب إضافي للتجميد وربما رئيسي

تعطيل مؤتمر جنيف ورفض الحضور كما أعلن جورج صبرا رئيس الائتلاف السوري المعارض بالإنابة، عزز غضب الأمريكيين الذين رأوا فيه خطوة غير مدروسة بعد المارثون الدبلوماسي الذي قاده وزيرا الخارجية الأمريكي والروسي. واتهم سيرجي لافروف الإئتلاف بتعطيل مؤتمر جنيف 2 لرفضها حضور ممثلين من إيران حزب الله حتى قبل بيان عدم المشاركة.

وأكد جورج صبرا أن الدماء التي تسيل في سوريا والقصير تحديداً تجعل من الصعوبة بمكان الذهاب إلى أي محفل سياسي أو دبلوماسي مبرراً عدم الجدوى من مؤتمرات لا تستطيع إيقاف نزيف الدم السوري.

ترك تعليق

التعليق