"اقتصاد" ترصد تزايد ظاهرة لقاء سوريين مغتربين لأهاليهم على الأراضي اللبنانية بدلاً من القدوم إلى سوريا

تتزايد يوماً تلو الآخر ظاهرة لقاء سوريين لأهاليهم في لبنان بدلاً من القدوم إلى سوريا، بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة .
إذ يروي (أنس، خ) أنه قرر لقاء أسرته المقيمة بقلب العاصمة دمشق، في بيروت، بعد أن حذّره أهله من القدوم إلى سوريا، بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة فيها، وبسبب الضغط النفسي الذي قد تسببه له مشاهد الدمار وأصوات المدافع والاشتباكات، خاصة أنه لم يزر سوريا من أكثر من ثلاث سنوات، أي ما قبل اندلاع الثورة، ولا يملك أية تجربة واقعية مع الحالة الأمنية الصعبة التي اعتادها سكان  دمشق وضواحيها القريبة اليوم، من حواجز وقصف واشتباكات وتفجيرات وقذائف هاون...إلخ.

يروي (أنس، خ) لـ "اقتصاد": "قالت لي أختي أنك ستصاب بالاكتئاب إن زرتنا بدمشق بعد هذه الغيبة، فالسمع ليس كالرؤية، ونحن قضينا أشهر طويلة حتى اعتدنا على هذه الأجواء، وأصبحت جزء من روتيننا اليومي، لذلك من الأفضل أن نلتقي في بيروت".

قررت عائلة أنس استئجار جناح فندقي عائلي في أحد الفنادق البيروتية متوسطة المستوى، بكلفة 120 دولار في الليلة.
يقول أنس: "ستكلفني الرحلة والإقامة لأسبوعين في لبنان كثيراً، لكن ذلك أفضل في رأي أهلي من القدوم إلى دمشق، وقد تبنت أمي هذه الفكرة لأن خالتي فعلت ذلك، التقت بأولادها المغتربين في لبنان بدلاً من القدوم إلى دمشق".

وقد ذكر سوريون آخرون لـ "اقتصاد" أن حالة أنس باتت ظاهرة اليوم، حيث يلتقي الكثير من السوريين المغتربين أهلهم المقيمين في دمشق، في العاصمة اللبنانية بيروت، ويقضون بضعة أيام في فنادق أو شقق مستأجرة هناك.

أخبرتنا (حياة، ك) أن الكثير من السوريين يعتمدون على لبنان كممر ترانزيت، بين سوريا وأية بلدان أخرى، خاصة في ظل المخاطر المحيطة بالسفر من مطار دمشق الدولي، بسبب الاشتباكات التي تحدث من حين لآخر على طريقه، ناهيك عن أولئك الذين يلتقون بأهلهم على الأراضي اللبنانية.

وتعتقد حياة أن ذلك يدرّ على لبنان أرباحاً هامة، بسبب حركة السوريين وإنفاقهم للمال أثناء مرورهم أو إقامتهم لفترة في لبنان، خاصة في ظل تردي حركة السياحة هناك، نظراً لانكفاء الخليجيين عن القدوم إلى لبنان بسبب المخاوف الأمنية بعد عدة حوادث للخطف تمت من جانب مجموعات شيعية واستهدفت سواح خليجيين العام الماضي. 

لكن في المقابل، تشتكي الحكومة وبعض القوى اللبنانية من الأثر السلبي لوجود اللاجئين السوريين في لبنان، اقتصادياً وسياسياً وأمنياً، على المجتمع اللبناني.

ترك تعليق

التعليق