النظام يتلاعب لتعويض مدخراته التي باعهامن المعدن الثمين ...الذهب في سوريا أغلى من السعر العالمي!

 انخفض سعر الذهب عالمياً من 1600 إلى حوالي الـ 1385 دولاراً للأونصة، إلا أن سعره في سوريا مايزال مرتفعاً بالنسبة للسوق العالمية. وعلى الرغم من أن تسعيرة الذهب تحدد وفقاً لسعر دولار السوق السوداء الذي يصل اليوم إلى 119ليرة، إلا أنه يباع بأعلى من هذا السعر حيث يصل سعر دولار الذهب إلى 124 ليرة، وبذلك فإن سعر الذهب في سوريا أعلى من سعره العالمي بـحوالي 200 ليرة، ويبلغ سعر عيار 21 منه بـ4750 ليرة بينما عيار الـ 18 بـ4029 ليرة.

أما بالنسبة لحركة البيع والشراء، فقد أشار أحد أصحاب المحال إلى أن حركة البيع والشراء ضعيفة جداً في الأيام الماضية نظراً للارتفاع غير المنطقي لسعر الذهب مبرراً هذا الارتفاع بـلعبة تشهدها السوق المحلية.
وتابع صاحب المحل أن المواطن ومنذ بداية الأحداث في سوريا بدأ إلى اللجوء لشراء الذهب بهدف الإدخار نظراً لتدهور قيمة الليرة، وخوفاً أن يزاداد هذا التدهور، وبالتالي نشط خلال السنتين الماضيتين بيع الأونصات والذهب الكسر والليرات الذهبية على اعتبار أنها لاتفقد قيمتها، إلا أن صاحب محل الذهب لم ينكر في الوقت ذاته أن الارتفاعات التي طالت أسعار الذهب أدى إلى انخفاض حركة البيع والشراء بشكل عام بنسبة قدرها بحوالي الـ 90%، كما ساهم في انخفاض عدد الورش العاملة في تصنيعه لتتراجع من 600 إلى 70 ورشة فقط.

وفي السياق ذاته كانت قد أشارت جمعية الصاغة أن قيمة المبيعات لا تتجاوز في دمشق يومياً بشكل وسطي سقف 3 كيلو غرام، تتركز في مجملها بذهب الادخار، مشيرة إلى ارتفاع جزئي في مبيع عدد الأونصات إلى 120 أونصة يومياً على حساب انخفاض عدد الليرات الذهبية المباعة إلى مابين 160 إلى 180 ليرة ذهبية يومياً.

وبغض النظر عن صحة هذه الأرقام التي يشكك فيها الخبراء فإن المواطن السوري وفي مثل هذه الحالات يخشى الشراء على اعتبار أن هذا الارتفاع وهمي غير مرتبط بالسعر العالمي، إلا أن مايُخشى منه أكثر في هذه الظروف هو انتعاش عمليات تهريب الذهب إلى سوريا، وأشار خبير معارض في السياق ذاته أن ارتفاع سعر الذهب في سوريا إنما لعبة نظام بامتياز حيث تدل المؤشرات أن الأخير يبيع من مدخراته من احتياطي الذهب لذلك طرح السعر الرسمي بأعلى من سعر الدولار في السوق السوداء أيضاً، حيث كان سعره سابقاً أرخص عالمياً، ما كان يؤدي إلى تهريبه خارج سوريا، وبالتالي ما يجري اليوم هو العكس. وبالتالي سيكون من مصلحة التجار والمضاربين الذين يسعون إلى تهريبه لسوريا وتحقيق أرباح من فرق السعر خاصة أن الذهب يرتفع اليوم بما يقارب الـ 60 دولار عن أدنى سعر له.

ويذهب الخبير أبعد من ذلك حيث وجد أن هذه التسعيرة المفروضة في السوق إنما من إحدى مؤشرات ارتفاع الدولار خلال الآونة القادمة.ليبين بأن سعر الذهب في سوريا لم يخضع للحركة العالمية حيث انخفض سعره محلياً في فترة سابقة عندما ارتفع عالمياً، وهاهو يرتفع اليوم مع انخفاض سعر الأونصة عالمياً على اعتبار أن حركة البيع والشراء تخضع إلى حركة يفرضها النظام ورجالاته لتحقيق أهداف لهم، وذلك حيث يقوم التجار بشراء الذهب اليوم بأعلى من سعره بـ 50 ليرة في حين يقومون ببيعه بأعلى من سعره بـ 150 ليرة

يذكر أن سعر الأونصة عالميا ً تبلغ 1385 دولاراً أي 166200 ليرة سورية، وكان الذهب في سوريا وصل الشهر الماضي إلى 5300 ليرة، ولم يصل لهذا السعر من قبل حيث كان قد تجاوز الـ4600 ليرة سورية في آذار/مارس من العام الماضي. ويأتي ذلك تزامناً مع ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء، حيث تجاوز سعره الـ120 ليرة للمبيع.

ترك تعليق

التعليق