على عينك يا تاجر.. هكذا تُنهب مساعدات اللاجئين السوريين في الأردن وما خفي أعظم..!
- بواسطة فارس الرفاعي - الأردن - اقتصاد --
- 09 آذار 2013 --
- 6 تعليقات
أصبحت الجمعيات والهيئات الإغاثية الخيرية التي تقدم نفسها في الأردن على أنها تساعد اللاجئين السوريين أكثر من الهمّ على القلب كما يُقال ولكن الكثير من هذه الجمعيات تحول الى ما يشبه دودة العلق التي تمتص دم من تتسلط عليه، فتسرقهم في وضح النهار دون حسيب او رقيب.
ملفات هذه الجمعيات وبعض القيّمين عليها من سوريين وأردنيين تتكّشف يوماً بعد يوم وتفصح كل يوم عن سرقات منظمة وأخرى غير منظمة يمارسها بعض ضعاف النفوس، آخر هذه الملفات سرقة مساعدات اللاجئين السوريين في مخازن الهلال الاحمر في منطقة خريبة بالعاصمة عمان، إذ تم إخراج 1500 عبوة زيت زيتون من فئة 150 مليجرام وبيعها لبعض التجار من قبل ثلاثة اشخاص يعملون في الجمعية، واكدت مصادر لـ "اقتصاد" أن عمليات استخراج المواد العينية كانت تتم من الصناديق المخصصة للاجئين السوريين المقيمين في مخيم الزعتري، وبيعها في سوق الخضار القديم في حي الدبايبة دون رقيب او حسيب من قبل شخصين من الجنسية المصرية يعملان في مستودعات الهلال الأحمر الأردني، هذا ما تم كشفه علانية وما خفي كان أعظم!
" تشبيح " و" تشليح "
في إحدى المدن الأردنية الشمالية أكثر من 200 جمعية خيرية وكلها أصبحت تعمل تحت اسم مساعدة الاخوة السوريين، وهناك "جمعيات حكومية" و"جمعيات قطاع خاص" و"جمعيات طيارة" – كما هي الحواجز الطيارة التي كان يقوم بها شبيحة النظام السوري على مبدأ "اضرب واهرب" وما يتبع ذلك من "تشبيح "و" تشليح".
( م . خ ) رئيس إحدى الهيئات التي تعمل في مجال الإغاثة قام منذ أشهر باستبدال سيارتي تمر مخصصتين للاجئين السوريين من إحدى دول الخليج بسيارتين من التمر الفاسد ونظّم محضراً مزوراً بإتلاف التمر الفاسد، أما التمرالسليم "نخب أول" فذهب ثمنه إلى جيبه ليس على طريقة "القيّمين عليها" وانما على طريقة بلع"البيضة وتقشيرتها".
( م . ش ) لص ظريف آخر أنشأ منذ سنتين جمعية لإغاثة العائلات الفقيرة استأجر لجمعيته مكتباً في وسط إحدى المدن الأردنية وجاهد بكل ما يملك لكي تصله إعانات خارجية دون جدوى، ومنذ أسبوعين جاء السفير الفنزويلي إليه حاملاً سيارة محملة بمدافىء الكاز والطرود الغذائية والفرشات المخصصة للاجئين السوريين، ولكن محتويات السيارة اختفت بساعات قليلة بعد أن قام بتوزيع القليل منها أمام السفير وبحضور الوفد الماليزي والتقط صورا تذكارية ليثبت أنه قام بتوزيع هذه الإعانات التي أخذت طريقها إلى الاسواق طبعاً.
طاسة ضايعة
كثرة الجمعيات و"الطاسة الضايعة" في مدينة المفرق فيما يخص اللاجئين السوريين دفعت عدداً من "الحريصين" - من أهل المفرق- على اللاجئين السوريين وعلى انتشالهم مما هم فيه أن يؤسسوا ائتلافاً إغاثيا تنسيقياً فيما بين المنظمات الدولية والمؤسسات الرسمية من أجل "إيصال" التبرعات إلى "مستحقيها" علماً أن هؤلاء "الغيورين" على سد حاجة اللاجئين السوريين هم ذاتهم الذين قاموا منذ أيام بالاحتجاج وإحراق إطارات السيارات على دوار جرش - المفرق بسبب ما أسموه "تمادي اللاجئين السوريين على الأردن وذم وقدح رموز أردنية على العلن" وقاموا بتقديم كتاب شكوى لمحافظ المفرق يطالبونه بترحيل اللاجئين السوريين من المحافظة، وتخصيص نسبة من المساعدات الدوليه بواسطة لجنه محلية يشرف عليها أبناء محافظة المفرق التالية اسماؤهم (رائد بدر المعاني0 احمد عقيلان العموش0 كريم فلاح المشاقبه0محمد محمود العموش) لأن الجمعيات بكافة أشكالها داخل محافظة المفرق شعارها إغاثة الأردنيين والسوريين ولكن المساعدات فقط للسوريين، ثم قاموا بتأسيس هذا الإئتلاف الإغاثي بغرض إكمال مسيرتهم "الخيرية" الحريصة على اللاجئين السوريين!
تقاضي عمولة من اللاجئين السوريين
ومن أشكال النهب الذي تمارسه بعض الجمعيات الخيرية ظاهرة تقاضي عمولة من اللاجئين السوريين من قبل هذه الجمعيات مقابل التسجيل بحجة تغطية نفقات يومية لهذه الجمعيات، هذه الحالة أثارت استهجان كثير من اللاجئين الذين وجدوا فيها طريقة جديدة للتضييق والنصب عليهم من قبل جهات يُفترض أن يكون عملها خيرياً خالصاً.فيما أكد بعض القيّمين على هذه الجمعيات لـ "اقتصاد" ان دورهم لا يتعدى ان يكون وسيطاً بين الجهات الإغاثية والمحتاجين وأنهم لا يتقاضون أي نسب من العمل الخيري الذي يقدمونه للاجئين السوريين. – كما تقول – أمل شديفات رئيسة جمعية سيدات بني حسن- علماً أن هذه الجمعية كانت أول من تقاضى دينار من كل لاجىء مقابل بطاقة زرقاء استفاد بعض اللاجئين منها لمرة واحدة والكثير منهم لم يسترجعوا حتى ثمنها.
اللاجىء السوري ابو فراس يقول لـ "اقتصاد": "دفعت لإحدى الجمعيات ديناراً عن ”طيب خاطر” منذ أكثر من شهرين على أمل أن أحصل على معونات من هذه الجمعية ولكنني بعد مراجعتها كنت أعود خالي الوفاض.
اللاجئة السورية ”أم تيسير” دفعت رسوم تسجيل للحصول على بطاقة إعانة في إحدى الجمعيات بانتظار أن تستفيد منها ولكنها كانت تواجه دوماً بإجابة جاهزة "لا توجد مساعدات، قالولي اعطينا دينار رسوم التسجيل ونحنا بنتصل فيكي بس تجي المساعدات".
متطوع إغاثي فضل عدم ذكر اسمه أكد لـ"اقتصاد" أن هذه المخالفة موجودة في بعض الجمعيات التي تم انذارها للامتناع عن تقاضي رسوم من اللاجئين السوريين مقابل تسجيلهم فيها أو إعطائهم بطاقة إعانة شهرية أو دورية وذلك بعد ان تقدم بعض اللاجئين بشكوى رسمية لوزارة التنمية الاجتماعية".
ومع كثرة المسجلين في الجمعيات التي تتقاضى عمولة يحق للمرء ان يتساءل عن مآل هذه الدنانير وهل هي فعلاً لسدّ تكاليف التنقل والمصاريف الأخرى التي تترتب على هذه الجمعيات أم أن لها مسارب أخرى !
وجوه وأعتاب
حرمان بعض اللاجئين السوريين من التسجيل في الجمعيات الخيرية أو شطب أسمائهم من قيودها هي وسيلة من وسائل النهب التي تمارسها بعض هذه الجمعيات, من خلال بعض الأشخاص المنتفعين من هذا الإجراء الذين يقومون باستبدال أسماء بأسماء بعضها لأردنيين.
وتتفنن بعض الجمعيات الخيرية في ابتكار أسباب لحرمان بعض اللاجئين من التسجيل فيها كما في حالة
اللاجىء أبو محمد الحمصي الذي حُرم مع ستة من أشقائه وأقاربه من إحدى جمعيات الريف لأن كنيتهم مكررة في سجل هذه الجمعية:"لأنو عائلتنا كبيرة ومن نفس الكنية شطبوا أسماءنا" وعندما قام ابو محمد بمراجعتهم والاحتجاج على هذا الأمر قاموا بإعطاء مخصصات عائلته من المساعدات لعائلة أخرى محسوبة على أحد القيّمين على هذه الجمعية وحرموا عائلته منها.
" ابو عبد القادر الزعبي " وهو لاجىء سوري في الثمانين من عمره ذهب للتسجيل مع زوجته في إحدى جمعيات المفرق الخيرية ففوجئ بامتناع هذه الجمعية عن تسجيلهما لأن ابنهما قد سجل لديهم "قالولي ابنك عم ياخذ إعانتك" رغم أنه كان يأخذ إعانة لأسرته الصغيرة فقط، وعندما طلب منهم العجوز الثمانيني أن يفصلوا اسمه عن اسم ابنه قالوا له بكل بساطة: "مالك عنا شي"؟!
بعض الجمعيات تقوم بتخصيص بعض العائلات بالتبرعات والمساعدات وتحرم غيرهم لأسباب عديدة وعلى مبدأ "وجوه وأعتاب" ومع قلة المستفيدين من هذه الجمعيات قلّما تجد لاجئاً سورياً يبدي رضاه عن طريقة تعامل هذه الجمعيات مع اللاجئين السوريين الذين باتوا "غرباء الوجه واليد واللسان" على مآدب الذل والمهانة والسرقة على عينك يا تاجر.
التعليق
خطأ
2013-03-09سارقي الجمعيات الخيرية
2013-05-30