
مزارعون يناشدون الحكومة لتوفير المازوت بسعر مدعوم.. كيف ردت وزارة الزراعة؟
- بواسطة مصطفى محمد – خاص - اقتصاد --
- 07 نيسان 2025 --
- 0 تعليقات
قال معاون وزير الزراعة السوري للشؤون النباتية، المهندس تمام الحمود، إن تزويد المزارعين بالمحروقات بأسعار مخفضة ليس بالأمر المتاح حالياً، مفسراً ذلك في حديث خاص لـ "اقتصاد"، بأن آبار النفط لا تزال ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وأكد الحمود، أنه ليس هناك إمكانية لتزيد المزارعين بالمحروقات، مشيراً إلى أن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي عملت على التوجيه للهيئة العامة للموارد المائية لضخ المياه لمشاريع الري في عموم المناطق السورية.
حديث معاون وزير الزراعة يأتي رداً على مطالبات المزارعين للحكومة السورية بضرورة توفير المحروقات بأسعار مخفضة، وذلك لتدارك موسم القمح والبقوليات، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من فترة جفاف غير مسبوقة، بسبب انحباس الأمطار.
وكان مزارعون من الشمال السوري قد ناشدوا الحكومة السورية عبر "اقتصاد" بضرورة التحرك "سريعاً" لإنقاذهم من خسائر فادحة، مبينين أن "ارتفاع أسعار المحروقات يهددهم بخسائر فادحة، في حال قرروا الاستمرار في ري المحاصيل، أو التوقف".
وقال مزارع القمح، محمد الحسن، لـ "اقتصاد"، إنه يستهلك برميل مازوت يومياً (190 دولاراً أمريكياً) لري حقله المزروع بالقمح والفول شمالي حلب، مناشداً الحكومة السورية بضرورة توفير المحروقات للمزارعين بسعر مدعوم بشكل عاجل.
وأكد أنه بات يقع في حيرة بين التوقف عن الري، والاستمرار مع تكبد المصاريف الكبيرة، وقال: "اضطررت للاستدانة لتأمين ثمن كمية ضئيلة من المازوت، ومن غير الممكن استدانة مبالغ إضافية".
وتابع الحسن، بأن قلة منسوب الأمطار، أجبر غالبية المزارعين على سقاية المحصول لأكثر من مرة، وخاصة في ظل انحباس الأمطار في شهر آذار الماضي.
من جانبه، أشار مزارع ثان إلى تراجع دعم المنظمات للمزارعين هذا العام، وقال: "مع تحرير سوريا توجهت المنظمات نحو مناطق جديدة، ما أدى إلى تراجع مستوى الدعم (بذار، أسمدة، مصاريف ري)".
وأكد لـ "اقتصاد"، أن تراجع دعم المنظمات ترافق مع موسم جاف، وقال: "الظروف كلها تضافرت، ونحن أمام خسائر كبيرة هذا العام".
ووفق المزارع، فإنه يتعين على الدولة السورية مساعدة المزارعين، وتحديداً في هذا العام الجاف، مشيراً إلى أن "الأمن الغذائي يعتمد أساساً على محصول القمح".
وقبل أيام، أطلق برنامج الأغذية العالمي تحذيراً جديداً من تفاقم أزمة الغذاء في سوريا، وقال إن "البلاد تتجه نحو موسم زراعي دون المتوسط، وسط تراجع كبير في إنتاج الحبوب، وتزايد عدد السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد إلى نحو 3 ملايين شخص".
وحذّرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي مكين، من أن استمرار الوضع بهذا الشكل يهدد طريق التعافي الاقتصادي في سوريا، مشيرة إلى أن البرنامج يبذل جهوداً لضمان الأمن الغذائي، لكنه يعاني من تراجع التمويل والتضييق في الموارد.
ودعا برنامج الأغذية العالمي إلى تحرك المجتمع الدولي والدول العربية بشكل عاجل لتفادي "الانهيار الغذائي"، مشيراً إلى "أن الحل لا يقتصر على توزيع السلال الغذائية، بل يجب أن يشمل إعادة تأهيل البنى التحتية الزراعية، وتوفير البذار المحسنة، وتحسين شبكات المياه والري، ودعم المزارعين تقنياً ومالياً".
(الصورة المرفقة - أرشيفية)
التعليق