بين إدلب وحلب ودمشق.. فوضى في سوق الصرف والتداول بـ 3 عملات رئيسية
- بواسطة محمد كساح – خاص - اقتصاد --
- 05 كانون الثاني 2025 --
- 0 تعليقات
يعيش السوريون منذ سقوط النظام المخلوع تجربة تداول عملات استثنائية قوامها التعامل بثلاث عملات هي الليرة السورية والدولار والليرة التركية، الأمر الذي خلق حالة فوضى في المحافظات السورية التي كانت منغلقة على بعضها، بينما شكل الانفتاح المفاجئ صدمة لأسواق التصريف العائمة.
3 عملات
ورصد "اقتصاد" تفاوت أرقام تصريف العملات الثلاث الرئيسية في البلاد، تبعاً للمحافظة، ففي إدلب حيث يعتمد السكان الليرة التركية كوسيلة رئيسية للتداول يرفض معظم التجار التعامل بالليرة السورية كونها لا تزال محدودة ولعدم اعتياد السكان على حمل رزم النقود السورية بعكس سكان المحافظات التي كان يسيطر عليها النظام السابق، بينما تبقى الدولرة هي المقياس الأساسي لتسعير السلع في عموم المحافظات السورية.
وبالرغم من شبه الرفض لتداول الليرة السورية، لا يزال سوق تصريف العملات في إدلب مضبوطاً وبعيداً عن الفوضى التي طاولت حلب ودمشق، حيث يقول صرافون من المحافظة لـ "اقتصاد" إنهم ملتزمون بالتسعيرة الرسمية لكل من الليرتين السورية والتركية مع توفر العملات الثلاث في شركات الصرافة بكل أريحية ومهما بلغت المبالغ المطلوبة.
سوق منفلتة في حلب
يمكن لمن يتجول في مدينة حلب ملاحظة كثافة عدد الصرافين الجوالين وصرافي البسطات الذين يقفون خلف أكوام من رزم الليرة السورية والتركية، لكن أسعار التصريف غير منضبطة وتقل عن الأسعار الرسمية بأكثر من 15%.
يقول أحمد وهو تاجر غذائيات من حلب لـ "اقتصاد" إن الصرافين يتلاعبون بأسعار الليرة التركية فعلى سبيل المثال يصرفون الليرة التركية بـ 300 ليرة سورية بينما يقارب سعرها الرسمي الـ 380 ليرة.
ويضيف بأنه يتداول الليرة التركية في متجره خصوصاً للزبائن القادمين من إدلب حيث تشهد حلب أعداداً كبيرة من الوافدين من مناطق المعارضة السابقة، لافتاً إلى أن تجار وسكان حلب لا يزالون يفضلون التعامل بالليرة السورية كونهم معتادين عليها، ولتخوفهم من أسعار السوق العائمة غير المنضبطة.
فرق تسعير في دمشق
المشهد في حلب لا يختلف كثيراً عن دمشق وريفها لكنه يبقى أكثر انضباطاً بسبب وجود أكبر لشركات الصرافة الرسمية ولكثافة المواطنين العائدين من إدلب ومعظمهم من مهجري الريف الدمشقي.
ومع ذلك، اشتكى سكان في دمشق خلال حديثهم لـ "اقتصاد" من تفاوت تصريف الدولار والليرة التركية والذي يكون عادة أقل من التسعيرة الرسمية بـ 5%.
وتعد شركات الصرافة ومحلات الصاغة الأماكن المفضلة للسكان الراغبين بتصريف الليرة التركية أو الدولار، كونها تلتزم بالتسعيرة، بينما قال سكان إنهم صرفوا الليرة التركية بأسعار أقل في أسواق الهال أو البزورية، وهو مؤشر على أن السوق بحاجة إلى ضبط أكبر من قبل حكومة تصريف الأعمال التي تواظب على نشر تسعيرة رسمية للعملات عبر نشرات شبه يومية يصدرها مصرف سورية المركزي.
وفيما يعاني سكان دمشق وحلب من عدم اعتيادهم على تداول الليرة التركية، تبدو معاناة سكان إدلب معاكسة حيث لا يزال تداول الليرة السورية -بالرغم من تشجيع الحكومة عليها- قليلاً مقارنة ببقية المحافظات، بينما يبقى مصير تداول الليرة التركية مجهولاً حيث تغيب التصريحات الرسمية حول الموضوع.
التعليق