خط الغاز القطري - التركي عبر سوريا.. إلى الواجهة من جديد
- بواسطة اقتصاد --
- 02 كانون الثاني 2025 --
- 0 تعليقات
بدأت مراكز الدراسات في
أوروبا بإعادة طرح مشروع خط الغاز القطري التركي عبر الأراضي السورية، والذي كان
رئيس النظام المخلوع بشار الأسد قد رفضه، بحجة أن ذلك يؤثر على موقع روسيا كمزود
رئيسي للغاز إلى أوروبا، وذلك بحسب ما ذكر في أحد لقاءاته مع وسائل الإعلام، وادعى
أن ذلك كان من أسباب الدعم التركي والقطري للثورة السورية.
وذكرت صحيفة "العربي الجديد" القطرية، أنه بعد سقوط نظام الأسد تتزايد أهمية مشروعات خطوط الغاز الإقليمية، ومن بين هذه المشاريع، يبرز خط الغاز القطري - التركي، الذي كان يُنظر إليه سابقاً على أنه مسار لنقل الغاز القطري إلى أوروبا عبر سوريا وتركيا، وخط غاز إيران - العراق – سوريا، الذي يعرف بـ "خط أنابيب الغاز الإسلامي"، الذي كان يهدف إلى ربط إيران بأسواق البحر المتوسط وتعزيز نفوذها الإقليمي.
وأضافت الصحيفة أنها اطلعت على دراسة تحليلية قام بها، "فيليبو سارديلا"، رئيس معهد تحليلات العلاقات الدولية في روما، تحت عنوان "خط أنابيب غاز قطر - تركيا والحرب في سورية"، والتي ذكر فيها أن من أبرز مشاريع الغاز في المنطقة اليوم، هو مشروع خط أنابيب قطر - تركيا (بطول 1500 كيلومتر تقريباً) الذي يهدف إلى ربط حقل غاز الشمال الضخم في قطر بالأسواق الأوروبية عبر السعودية، والأردن، وسوريا وتركيا، لافتاً إلى أن نظام بشار الأسد كان قد عارض المشروع سابقاً، وفضّل خط أنابيب بديل ترعاه إيران ويمر عبر العراق وسوريا.
وتابع المحلل الجيوسياسي الإيطالي، قائلاً إن مقترح خط الأنابيب القطري - التركي كان محاولة من الدوحة لتنويع مسارات التصدير، وتوريد الغاز الرخيص مباشرة إلى الأسواق الأوروبية، حيث يمكنه الدخول في منافسة مع الغاز الروسي والإيراني.
وأشار إلى أن استقرار الأوضاع في سوريا سيسمح بإعادة التفاوض بشأن مسارات الطاقة الإقليمية، من خلال التوصل إلى مواءمات بين الأطراف الفاعلة المعنية، متوقعاً أن تصبح سوريا منفذ عبور لخطوط أنابيب الغاز.
ولفت إلى أن سوق الطاقة الأوروبي سيستفيد من تنويع أكبر لمصادر الإمداد، وبالتالي تقليص الاعتماد على روسيا.
من جهته، ووفقاً لصحيفة "العربي الجديد" فقد ذكر رئيس مركز كارلو دى كريستوفوريس للدراسات الاستراتيجية، الكاتب والباحث الإيطالي جوزيبى غاليانو، في تحليل نشره موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي تحت عنوان "سورية، وراء الحرب يتوارى حلم خط الغاز الإسلامي" أن الطاقة كانت أحد أهم الأسباب، من وجهة النظر الاستراتيجية، لدعم روسيا وإيران نظام بشار الأسد خلال الحرب السورية.
ورأى غاليانو أن مسألة الطاقة ستعود، مع سقوط نظام الأسد، لتكون في بؤرة الاهتمام. والحقيقة أن تحقيق الاستقرار في سوريا من شأنه إتاحة بناء خطوط أنابيب الغاز التي تعبر البلاد وتتصل بالشبكة التركية، ما يضمن لأوروبا مصادر جديدة للإمدادات. لافتاً إلى أن هذا الاحتمال لا يحظى باهتمام قطر فحسب، بل أيضاً السعودية والإمارات، اللتين ترغبان في تنويع صادراتهما من الطاقة وتقليل الاعتماد على الطرق البحرية المعرضة للمخاطر في الخليج.
وأضاف غاليانو أن تركيا تلعب دوراً رئيسياً في هذا الإطار، ولا سيما أن لديها مصلحة مزدوجة، عبر النفاذ مباشرة إلى موارد الطاقة في الشرق الأوسط وتحصيل رسوم العبور المربحة الناتجة من مرور خطوط أنابيب الغاز عبر أراضيها. وهو مشروع من شأنه، بالإضافة إلى تعزيز مكانة تركيا الاقتصادية، أن يعزز دورها كمركز للطاقة بين الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا.
ولفت إلى أن التكلفة التقديرية لخط الأنابيب بين قطر وتركيا تبلغ نحو 10 مليارات دولار، فيما قد تبلغ تكلفة خط الأنابيب بين إيران والعراق وسوريا ما بين 6 و8 مليارات دولار، موضحاً أن القدرة الإنتاجية لخطي الغاز المقترحين تتراوح بين 30 و40 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، بما يكفي لتغطية جزء كبير من احتياجات أوروبا، التي بلغت في عام 2022 حوالى 400 مليار متر مكعب.
ورأى الباحث الإيطالي أن مرور خط أنابيب غاز عبر سوريا سيكون له آثار هائلة: خلق بديل للغاز الروسي من الشرق الأوسط، من شأنه أن يضعف الاحتكار الروسي ويزود أوروبا بقدر أكبر من المرونة.
التعليق