اصبروا.. القادم أفضل
- بواسطة فؤاد عبد العزيز – اقتصاد --
- 10 كانون الأول 2024 --
- 0 تعليقات
يريد البعض من المعارضة
التي أسقطت نظام الأسد واستولت على السلطة، أن تقوم بتحسين الحياة والخدمات بين
رمشة عين وغمضتها، وهو أمر تعجز عنه أية قوة في العالم، فما بالكم في بلد مثل
سوريا، فر نظامها إلى الخارج تاركاً الأوضاع في أسوأ أحوالها..؟
هناك تحديات هائلة تواجه الحاكمين الجدد للبلد، سيما وأن المطلوب منهم بالدرجة الأولى، هو تسيير حياة الناس المعيشية وتأمين الغذاء والمحروقات وباقي الخدمات لهم من نقل وصحة وتعليم، بشروط تحترم كرامتهم، وتجعلهم يشعرون بشيء من التغيير، لكن لنكن صريحين، ليس بالوسع مباشرة أن يحدث انقلاب جذري خلال فترة زمنية قصيرة، وعلى النحو الذي يطالب به البعض.
منذ الأمس، ويتواصل معي
الكثير من أهلنا في الداخل في العديد من المحافظات، يسألون عن وضع العملة السورية والإشاعات
التي تتحدث عن تغييرها، وكيف أن البعض من التجار قام برفع الأسعار أضعافاً مضاعفة،
بحجة أنهم يتحملون مخاطرة كبيرة في حال تبديل العملة، والموظفون المتقاعدون يسألون
عن رواتبهم، هل سيتم تسليمها لهم نهاية الشهر، وهل سيطرأ عليها أي تعديل..؟
آخرون سألوني عن حقيقة ما
يشاع عن السماح بالتعامل بالليرة التركية والدولار وغيره من العملات الصعبة، ومدى
تأثير ذلك على الأسعار وعلى مدخراتهم من الليرة السورية.
أسئلة كثيرة تعرضت لها منذ
الأمس وحتى اليوم، وجلها تتعلق بالجانب المعيشي، بينما لا أدعى أنني أملك الإجابة
عليها، لكن في حدود ما أعلم أو بصورة أدق، قياساً على ما جرى في حلب التي تحررت
الأسبوع الماضي، أرى أن الحاكمين الجدد للبلد، لديهم وعي مسبق بمشاكل الناس
ومطالبهم، وهم يعملون ما بوسعهم لرفع المعاناة التي فرضها عليهم نظام الأسد خلال
السنوات السابقة، ومن كل النواحي.. وبناء عليه، أتوقع أن تصدر في الساعات والأيام
القادمة الكثير من القرارات والبيانات التي سوف توضح الواقع الجديد، وتجيب على كل
التساؤلات السابقة.. وكل ما هو مطلوب منا أن نساعد بعضنا البعض، وبنفس الوقت نساعد
السلطات الجديدة في إمساك الأمور، وبما يحقق التعجيل في تطبيق وتنفيذ هذه القرارات.
أرى أن الأمل الذي سرقه
بشار الأسد ونظامه من السوريين، عاد ليشرق من جديد، والمهم اليوم أن نتمسك بما
أنجزناه ونبني عليه مستقبل بلدنا كما نحلم ونتمنى..
اصبروا أهلنا السوريين..
لأن القادم أفضل بكل تأكيد بدون نظام الأسد.
التعليق