غموض يكتنف أسعار زيت الزيتون السوري

 

في الوقت الذي أكدت فيه الكثير من الأخبار، انخفاض سعر تنكة زيت الزيتون بنحو 40 بالمئة عن العام الماضي،  أشارت مصادر أخرى إلى أن الانخفاض لم يشمل جميع المناطق السورية، بذات النسبة. وأشار متابعون إلى أن سعر تنكة الزيت انخفض بالفعل في درعا والسويداء وبعض مناطق حماة وحلب، بأكثر من 400 ألف ليرة، بينما في الساحل السوري لم ينخفض سعر التنكة سوى 150 ألف ليرة، ليصبح بمليون و350 ألف ليرة، ومثلها في دمشق وريفها وكذلك حمص.


هذا ولم تغب الأخبار المتداولة عن تراجع جودة زيت الزيتون هذا العام، عن حسابات الموسم الحالي، وعلى نحو أثار مخاوف الكثيرين من أن يؤثر ذلك على مكانة زيت الزيتون السوري في السوق العالمي.


وفي هذا السياق، أوضح المحلل الاقتصادي عبد اللطيف أحمد أن ما جرى تداوله من أخبار عن خروج الزيت السوري من الإنتاج العالمي، أثّر نسبياً على الأسعار هذا الموسم، وذلك بالرغم من حدوث كثير من اللغط حول هذا الموضوع، فما حدث هو أن المعايير تعدلت واللجنة العالمية استبعدت نوعاً واحداً وهو الزيت العادي البكر، بمعنى أن زيت الزيتون السوري لم يخرج من المواصفة العالمية، وإنما المواصفة العالمية تم تغييرها.


وأضاف أحمد في تصريح لصحيفة "تشرين" التابعة للنظام، أن مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة، بينت هذا الأمر، مع الإشارة إلى أن العمل بهذه المعايير تم تأجيله حتى عام 2028 ريثما يتم العمل على إنتاج الأنواع ضمن المواصفات العالمية الجديدة.


وكشف عن أن ثمة مستجدات أخرى طرأت على أسعار الزيت هذا العام، تؤشر على حدوث انخفاض، أبرزها زيادة الإنتاج المحلي هذا الموسم مقارنة بالمواسم السابقة، وذلك بالتزامن مع ضعف القدرة الشرائية. فبالرغم من انخفاض سعر صفيحة الزيت إلى مليون ليرة، يظل هذا الرقم كبيراً وبعيداً عن متناول الكثيرين، على حد قوله.


وأكد ضرورة الأخذ بعين الاعتبار ما يحدث من تبدلات في الأسعار العالمية، في ظل ما أوردته وكالات متخصصة عن ارتفاع في إنتاج الزيت في أكبر دولة منتجة لزيت الزيتون وهي إسبانيا، وما سجلته الأسعار من انخفاض ملموس، جرى تقديره بأكثر من 35٪، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن لا شيء ثابتاً، فثمة احتمالية أن تتجه الأسعار صعوداً، مع ورود معلومات عن تراجع الإنتاج في دول أوروبية أخرى، ما يجعل الأسعار مرشحة للارتفاع مجدداً.

 

 

ترك تعليق

التعليق


أعلى