أرباح سيخ الشاورما.. تستفز إعلام النظام شبه الرسمي
- بواسطة فؤاد عبد العزيز – اقتصاد --
- 18 تشرين الثاني 2024 --
- 0 تعليقات
من الملفت أن يتجه إعلام النظام شبه الرسمي للحديث
عن سيخ الشاورما، ويقوم بحساب الأرباح التي يحققها أصحاب مطاعم الوجبات السريعة،
بطريقة تشبه من يعد على السوريين أنفاسهم، ثم يستنكر عليهم استنشاقهم "هواء"
زيادة عن اللزوم، وبالتالي يجب على الجهات الرسمية أن تعيد النظر في هذا الهواء.
هذا ما حاولت صحيفة "الوطن" الموالية
للنظام، قوله بطريقة غير مباشرة وهي تتبع أرباح سيخ الشاورما، من الدجاجة إلى بطون
المستهلكين، متوصلة إلى ما يشبه الإنجاز الحسابي، بأن هذا السيخ يربح شهرياً نحو
53 مليون ليرة، بينما تجاهلت الصحيفة المشكلات العميقة التي يغص بها المجتمع
السوري، والتي تقول المعلومات بأن أكثر من 70 بالمئة منه، بات عاجزاً عن توفير
مستلزماته من رغيف الخبز، بالمقارنة مع الدخل الذي يحصل عليه.. فما الذي يعنيه سيخ
الشاورما لمثل هذا المجتمع؟
من جهة ثانية، لنفترض أن سيخ الشاورما يربح شهرياً
نحو 53 مليون ليرة، أو حتى أكثر من ذلك بكثير، ما هو المزعج في الموضوع..؟ لماذا
لا تتحدث الصحيفة مثلاً عن أصحاب أعمال يربحون مثل هذا المبلغ في يوم واحد،
وأحياناً في ساعة واحدة، وما أكثرهم اليوم داخل المجتمع السوري، وبالذات من أصحاب
التجارات المشبوهة بالتعاون مع أجهزة النظام، ناهيك عن ذلك، فهم لا يبذلون واحداً
بالمئة من الجهد الذي يبذله معلم الشاورما أمام السيخ..؟! لماذا لا يأتي إعلام
النظام على ذكر هؤلاء..؟
والغريب أن الصحيفة تطالب وعلى لسان رئيس جمعية
حماية المستهلك، بضرورة أن يتم تخفيض سعر سندويشة الشاورما في التسعيرة الرسمية،
بناء على الأرباح الحسابية التي أجرتها، من 18 ألف ليرة إلى 15 ألف ليرة، فهل برأي
الصحيفة أن هذا التخفيض سوف يجعلها متاحة لموظف دخله الشهري نحو 300 ألف ليرة..؟
على ما يبدو، هناك خطة ممنهجة من النظام، تهدف إلى
إغراق السوريين في التفاصيل الصغيرة، كي لا يلتفتوا إلى المشكلات الكبيرة وإلى
السارقين الحقيقيين الذين يجوعونهم ويريدون بيع ما تبقى من مقدرات البلاد
الاقتصادية والإنتاجية.. إنها باختصار محاولة من إعلام هذا النظام لضرب المجتمع
ببعضه البعض، لأن صاحب محل الشاورما قد يكون أنا أو أنت، بينما أنا وأنت لا يمكن
أن نكون من أصحاب الحظوة والسارقين الكبار..!
التعليق