جدل حول الصرّافات الآلية

 

أصبحت ظاهرة الازدحام أمام الصرافات الآلية من المشاكل المزعجة للكثيرين، حيث يضطر الزبون للانتظار لساعات تحت أشعة الشمس الحارقة من أجل الحصول على أمواله، وقد لا يحصل عليها، لأسباب متعلقة إما بانقطاع الكهرباء أو بسبب نفاذ النقود من الصراف.


هذا الواقع دفع الكثير من المراقبين للمطالبة بإيجاد حل لهذه المشكلة، إما من خلال زيادة عدد الصرافات الآلية وتغذيتها المستمرة بالنقود وعلى مدار الساعة والأيام، أو من خلال العودة إلى ما كان عليه الوضع سابقاً، وقبض الرواتب عن طريق المحاسب المالي في مؤسسات القطاع العام، وذلك بحسب ما دعا إليه، الدكتور غسان إبراهيم الأستاذ بكلية الاقتصاد في جامعة دمشق.


وأضاف إبراهيم لصحيفة "تشرين التابعة للنظام، أنه يوجد حول جامعة دمشق العديد من الصرافات لكن جميعها متوقفة عن العمل، والوضع أكثر صعوبة بالنسبة لأبناء الأرياف لاضطرارهم قطع مسافات كبيرة من قراهم إلى مراكز مدنهم للحصول على رواتبهم بعد الانتظار لساعات في طوابير لها بداية وليس لها نهاية.


وقال: صحيح أن العالم سبقنا كثيراً في مجال الخدمات الإلكترونية، ولا نستطيع في المرحلة الراهنة اللحاق بهذا الركب نظراً لضعف البنى التحتية (كهرباء، انترنت) لذلك فإن العودة إلى النظام القديم بتسديد أجور العاملين ريثما يتم حل المشكلة ليس عيباً، بل يساهم بتخفيف ظاهرة الطوابير والمعاناة التي يتكبدها المواطن لقبض أجر لا يكفيه سوى بضعة أيام.


وتابع: عندما تتحسن البنى التحتية وتتوافر الصرافات يمكننا العودة إلى استخدامها.


بدوره، عبّر مدين علي مدير عام المصرف العقاري التابع للنظام عن رفضه للأصوات الداعية بالعودة إلى الآلية القديمة بتسديد الأجور عن طريق المحاسب المالي، ورأى أن الحل يكون بالسعي لزيادة عدد الصرافات ونقاط البيع وتعزيز عملية الدفع الإلكتروني عبر الموبايل والإنترنت، وهذا ما يتم العمل عليه حالياً.


وأشار إلى أن أجهزة الصراف أصبحت من الماضي في الدول المتطورة، وهذه الدول تصدر صرافاتها القديمة إلى الدول الأقل تطوراً، لأنها تعتمد بشكل كبير طريقة الدفع الإلكتروني عبر الموبايل والإنترنت ولا تتعامل بـ "الكاش"، ولفت إلى أن دفتر الشروط أصبح جاهزاً لاستقدام صرافات جديدة خلال المرحلة المقبلة، وأن الحل هو مسألة وقت.


وأكد علي  أن الصرافات تغذى بالأموال 3 مرات يومياً، في السابعة صباحاً والثانية عشرة ظهراً والساعة الرابعة عصراً، مشيراً إلى أنه عندما تنفد الأموال فإنه لا يمكن إعادة تغذيتها في أوقات متأخرة، نظراً لعدم وجود كوادر وسيارات لنقل الأموال.

ترك تعليق

التعليق