وزير سياحة النظام.. يضرب بـ "المليان"!


في العام 2010 خرج وزير السياحة السوري، ليعلن في نهاية الموسم أنه زار سوريا 7 ملايين سائح عربي وأجنبي، أنفقوا خلاله 3 مليارات دولار، وفي العام ذاته أعلن لبنان أنه استقبل أقل من 3 ملايين سائح بمجمل إيرادات بلغت 6 مليارات دولار.. يومها لم تبق وسيلة إعلام إلا ولفتت انتباهها هذه المفارقة، وتم استضافة وزير السياحة على أغلب الوسائل لمعرفة حقيقة الـ 7 ملايين سائح، لأنه رقم كبير، ويشكّل في ذلك الوقت أكثر من ثلث سكان سوريا، ويعني أيضاً أن المواطن السوري لا بد أن يتعثر بالسواح في كل مكان، وهو ما لم يحصل على أرض الواقع.

لقد تبيّن فيما بعد أن وزارة السياحة تستقي بياناتها من المنافذ الحدودية، التي سجلت دخول 7 ملايين شخص في ذلك العام، أغلبهم من المغتربين السوريين، لأنه عند الرجوع إلى بيانات الإشغالات الفندقية، تبيّن أن مجموعها لم يتجاوز المليون شخص على مدى عام كامل.. وحول هذه النقطة كان وزير السياحة يحتج بأن الكثير من السياح يستأجرون شققاً مفروشة، وليس بالضرورة أن ينزلوا في الفنادق.

لقد أوردنا النموذج السابق، لأن وزارة السياحة لا تزال تنتهج نفس الأسلوب في تعداد السياح الذين يزورون سوريا سنوياً، فآخر البيانات التي أعلنها وزير السياحة التابع للنظام، رامي مارتيني، يقول فيها إنه حتى الشهر العاشر من العام الجاري، زار سوريا مليون و760 ألف سائح، وهو رقم ليس بالكبير فحسب، وإنما أكبر من الكبير، وذلك بالنظر إلى أوضاع البلد السيئة من جميع النواحي، والتي لا تجعل منها مكاناً مقبولاً للسياحة.

لكن من جهة ثانية، هناك من يرى أن الرقم حقيقي، لأن وزير السياحة يعتمد مرة أخرى على بيانات المنافذ الحدودية، وليس بيانات الإشغالات الفندقية، التي يجب أن تكون هي الأساس.. وبالنسبة للبيانات الحدودية، فهناك يومياً مئات الزوار من الأردن ولبنان والعراق، الذين يدخلون بشكل متكرر إلى سوريا بهدف التبضع ومن ثم يخرجون في نفس اليوم.. هؤلاء تتعامل معهم وزارة السياحة على أنهم سياح..! وما يؤكد حقيقة هذا الأمر هو رقم السياح العرب الذين أعلنت عنهم الوزارة، والذين تجاوز عددهم المليون ونصف مليون سائح. بينما بلغ عدد السياح الأجانب أكثر من 212 ألف سائح.

ووفقاً لحديث وزير السياحة مع صحيفة "الثورة" التابعة للنظام، فإن الليالي الفندقية بلغت أكثر من مليون ليلة بقليل، بينهم 824 ألف نزيل سوري، بينما من أصل المليون و760 ألف سائح عربي وأجنبي، لم ينزل في الفنادق سوى 287 ألف نزيل فقط، أي أن هناك نحو مليون ونصف سائح لم ينزلوا في الفنادق، وهو ما يؤكد الفكرة السابقة التي ذهبنا إليها، من أن هؤلاء هم من القادمين من الدول المجاورة بشكل دوري، بهدف التبضع من الأسواق السورية الرخيصة.

كما كشف مارتيني أن عائدات الفنادق التي تعود ملكيتها لوزارة السياحة لغاية أيلول من العام الحالي، وصلت إلى بما يُقارب 90.5 مليار ليرة سورية، أي نحو 7.8 مليون دولار، بنسبة ربح 33,5 مليار ليرة أي أكثر من 2.9 مليون دولار بقليل.

ترك تعليق

التعليق