قدري جميل يجد الحل: توزيع السلع الاساسية للمواطنين عن طريق "اللجان الشعبية"
- بواسطة بلقيس أبوراشد - دمشق - اقتصاد --
- 18 كانون الثاني 2013 --
- 0 تعليقات
عجزت الحكومة السورية عن كبح جماح الأسعار، كما أخفقت في إنهاء حالة السوق السوداء التي تنتعش يوماً بعد يوم، لينتهي بها المطاف إلى ترك المهمة الى ما يعرف بـ "اللجان الشعبية" الموالية التي انتقلت من حمل السلاح وترويع الناس إلى توزيع الخبز والمازوت والغاز، حيث يعتبرون نوعاً من الشبيحة.
جميل..وجدتها
الخطوة جاءت تنفيذاً لرؤية النائب الاقتصادي في الحكومة السورية قدري جميل الذي اعتبر أن مساعدة "الشعب" للحكومة ستخفف من الاختناقات والأزمات الحاصلة.
ولكن المعادل العملي لكلمة "شعب" عند جميل هم الموالين، فعملياً تم تأسيس غرفةٍ للتدخل السريع، أعضائها ممثلين عن مجموعة ما يسمى "بصمة سورية"، لتكون من أهم الجهات الفاعلة في عملية التوزيع بالتعاون مع "اللجان الشعبية" في كل منطقة، الذين سيكون بيدهم قوت المواطنين.
حرمان غير الموالين
يلفت ناشطون أن اللاجئين في المناطق الآمنة التي ستصلها المخصصات لن يتمكنوا من نعمة الحصول على موادهم الأساسية، فاللجان الشعبية تقوم باقتطاع مخصصاتها أولاً، ثم يأتي دور المقربين والمعارف، وما تبقى يوزيع على البعض من أهالي المنطقة بشكلٍ عشوائي ولا يعتمد على الحاجة الحقيقية، خاصة اننا نتكلم عن شريحة محددة معروفة بسلوكها الخارج على القانون قبل وبعد أحداث الثورة في سوريا.
وبطبيعة الحال هذا الأمر لا يمكن أن يتم بمعزلٍ عن الموقف من السلطة، فللموالي والمقربين من اللجان حصة الأسد، بينما معارضي النظام يقفون على الطوابير ويبحثون عن حاجتهم في السوق السوداء.
تجار الازمات
وعلاوةً عما سبق فإن الواقع الذي يعيشه المواطن السوري حالياً سيزداد سوءاً خلال الأيام القادمة وفق ما يتوقع المراقبون والمحللون، فاللجان الشعبية والتي تقتطع حصصها من الخبز والمازوت والغاز، (على عينك يا تاجر) ستكون لاعباً أساسياً في الأسواق، ما سيؤدي الى سيتضاعف الانفلات أكثر، فإذا كانت الحكومة غير قادرة على ضبط أداء المؤسسات الرسمية، وذلك وفق اعتراف النائب الاقتصادي الذي لم يتردد باتهام الشركة العامة للمحروقات بالفساد، فمن غير الممكن أن تقدر على ضبط مجموعاتٍ غير منظمة وعشوائية كاللجان الشعبية.
انفلات الأسعار..
يذكر أن سعر ليتر المازوت وصل في سوريا خلال الفترة الماضية إلى 125 ليرة، في حين أن سعره الرسمي هو 25 ليرة، كما وصلت أسعار أسطوانة الغاز إلى 2500 ليرة، بينما سعرها الرسمي هو 450 ليرة، في حين وصل سعر ربطة الخبز إلى 100 ليرة بينما سعرها الرسمي هو 15 ليرة، وهذه الأرقام هي أسعار السوق السوداء في المناطق الآمنة، أما المناطق الساخنة فالأرقام مختلفة حيث وصل سعر ربطة الخبز في حلب إلى 300 ليرة.
التعليق