في سوريا.. "مجنون"، من يريد شراء سيارة

أكدت العديد من التقارير الصادرة عن جهات إعلامية موالية للنظام، أن حركة تجارة السيارات هي في أدنى مستوى لها في تاريخها، حيث يوصف من يريد شراء سيارة في هذه الأيام بالمجنون، نظراً لتكاليف تشغيلها المرتفعة، والتي تبدأ بالبنزين، ولا تنتهي بأجور الإصلاح المرتفعة، ناهيك عن باقي الرسوم والغرامات التي يدفعها مالك السيارة باستمرار.

وبيّن العديد من مالكي السيارات في حديث مع صحيفة "الوطن" الموالية للنظام، أن البنزين المدعوم المقدم من قبل الدولة، بلا جدوى ولا يكفي سوى لتأدية بعض المشاوير القصيرة، وأسعار قطع التبديل، ومبالغ استئجار المصفّات، وأمور كثيرة أخرى، أصبحت كلها تدفع من يريد شراء سيارة أن يفكر ألف مرة قبل اقتنائها.

وأشاروا إلى أن أصغر عملية إصلاح في السيارة باتت تكلف بين 25 و45 ألف ليرة حسب نوع السيارة، على حين تكلفة عملية تبديل (البواجي) تبدأ من 75 ألفاً إلى 85 ألفاً دون حساب أجرة التركيب، كما أن أي (نعرة) صغيرة تتعرض لها السيارة فإن مبلغ الإصلاح يبدأ من 400 ألف إلى 800 ألف ليرة، إضافة إلى أن بخ السيارة يحسب بالقطعة ويبدأ من 100 ألف وقد يصل إلى 500 ألف ليرة، أما إصلاح المحرك أو تبديله فيحتاج إلى ملايين.

ولفت صاحب سيارة خصوصي في حديث مع الصحيفة إلى أن أعطال السيارة تصنف بأعطال كهرباء ودوزان وأعطال تسببها نوعية البنزين، وعليه فإن أصغر عطل بالدوزان يبدأ من 50 ألف ليرة، والحدادة أصغر عطل فيها يبدأ من 150 ألف ليرة، أما السيارة التي تحتاج إلى إصلاح كامل بالحدادة فالأمر يتطلب 3 ملايين وما فوق.

ويتابع أن أصغر عطل كهرباء اليوم تكلفته 75 ألف ليرة أما تكلفة الأعطال الكبيرة فبالملايين حسب كل سيارة، موضحاً أن تكلفة إصلاح كل عطل مرتبط بأسعار القطع فأجور التركيب أو الإصلاح لا ضوابط عليها وهي تفوق نصف ثمن كل قطعة يتم إصلاحها أو تبديلها.

وعن مخصصات كل سيارة من المحروقات وعن رسائل الدعم بينت الصحيفة نقلاً عن بعض السائقين، أن مخصصات السيارة الخاصة 100 ليتر مدعوم شهرياً، لكن صاحب السيارة لا يحصل منها سوى على 50 ليتراً فقط أي بمعدل رسالتين فقط، في حين مخصصات السيارة العامة 350 ليتر بنزين مدعوم، يصل منها 4 رسائل فقط أي 100 ليتر بنزين مدعوم.

وأشار السائقون إلى أن كل 4 عمليات تعبئة بنزين تحتاج إلى تبديل زيت للسيارة بحسب نوعها والمسافات التي تقطعها، فيما يبلغ ثمن بيدون الزيت المختوم وسطياً نحو 115 ألف ليرة، كما أن كل عملية غيار زيت للسيارة تتطلب تبديل (البواجي والمصفاية).