تركيا تخفض الفائدة بشكل كبير وسط تضخم بنسبة 83 بالمائة


خفض البنك المركزي التركي أسعار الفائدة للشهر الثالث على التوالي، مسجلا أكبر انخفاض له هذا العام على الرغم من الضغوط التي يشكلها ارتفاع التضخم على الموارد المالية للأتراك.

في تنفيذ لرؤى الرئيس رجب طيب أردوغان الاقتصادية غير التقليدية، خفض البنك المركزي التركي اليوم الخميس سعر الفائدة بمقدار 1.5 نقطة مئوية ليقف عند 10.5 بالمائة.

خفض البنك أسعار الفائدة بمقدار نقطة مئوية واحدة في كل من أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول، عقب تجميدها عند 14 بالمائة لثمانية أشهر، في توقف مؤقت عن جولة سابقة من التخفيضات أشعلت فتيل أزمة العملة.

قال البنك المركزي في بيان شرح فيه قراره الأخير: "من المهم للغاية أن تظل الظروف المالية داعمة للحفاظ على زخم النمو في الإنتاج الصناعي والتوجه الإيجابي للتوظيف" وسط حالة من عدم اليقين في النمو العالمي والمخاطر الجيوسياسية.

أشار البيان إلى أن البنك سيتخذ "خطوة مماثلة" في نوفمبر (تشرين ثان)، والتي ستخفض سعر الفائدة إلى أقل من 10 بالمائة.

تسير تركيا وفق رؤية أردوغان التي ترى أن تكاليف الاقتراض المرتفعة كانت سببا في ارتفاع التضخم، على النقيض من النظريات الاقتصادية المعروفة التي تؤكد أن رفع معدلات الفائدة هو ترياق للتضخم.

شهدت البلاد ارتفاع التضخم إلى مستوى قياسي بلغ 83.45 بالمائة في الإحصاءات الرسمية لشهر سبتمبر/ أيلول، مما حد من قدرة الأفراد على تحمل تكاليف المعيشة.

اتخذت البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم مسارا معاكسا لتركيا، حيث سارعات إلى رفع أسعار الفائدة للحد من ارتفاع أسعار المستهلك. وعانت 19 دولة تستخدم عملة اليورو معدل تضخم بلغ 9.9 بالمائة الشهر الماضي، وقام البنك المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة بشكل كبير لمكافحته، مع توقع برفع آخر الأسبوع المقبل.

فقدت الليرة التركية حوالي 28 بالمائة من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي منذ بداية العام - بعد تعرضها لأزمة أسوأ عام 2021. من ناحية أخرى، سجل الدولار مستويات قياسية عقب رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي معدل الفائدة.

في إطار استعدادته للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في يونيو/ حزيران المقبل، يعول أردوغان على انخفاض تكاليف الاقتراض لدفع الاقتصاد. وقد أعرب عن رغبته في خفض أسعار الفائدة إلى واحد بالمائة واعتقاده بأن قيمة الليرة سترتفع.

قال أردوغان هذا الشهر إنه طالما هو رئيسا، "ستستمر أسعار الفائدة في الانخفاض كل يوم يمر، كل أسبوع يمر، كل شهر يمر. لا ينبغي لأحد أن يقدم لنا المشورة بشأن هذا الموضوع".

وقال إن الاستثمار والنمو لا يمكن أن يتم إلا في ظل أسعار فائدة منخفضة وشجع الشركات على الاقتراض من البنوك الحكومية.

ترك تعليق

التعليق


أعلى