إذلال الشاحنات السورية على الحدود البرية مع الأردن والعراق


يستغرب الكثير من المراقبين، كيف أن العراق البلد الشقيق والصديق للنظام السوري والذي لعب دوراً محورياً في تثبيت أركانه من خلال مشاركته بالميليشيات الشيعية الإيرانية، لكنه من جهة ثانية يتعامل مع الشاحنات السورية التي تحمل الصادرات بمنتهى الإذلال، إذ يمنعها من دخول أراضيه، ويفرض عليها تفريغ محتوياتها بشاحنات أخرى عراقية، لكي تواصل طريقها، سواء إلى المدن العراقية أو إلى دول الخليج.

وذات الشيء يحدث على الحدود الأردنية، إذ أن الأردن وبعد محادثات مضنية مع الجانب السوري، سمح للشاحنات السورية بدخول أراضيه فقط، مقابل رسوم كبيرة تصل إلى 3 آلاف دولار، أما بالنسبة للشاحنات المتوجهة إلى دول الخليج، فإن السعودية ترفض منح التأشيرات للسائقين السوريين، وهو ما يدفع المصدرين لاستخدام الشاحنات الأردنية لكي تواصل طريقها نحو الأسواق الخارجية، وبالتالي زيادة التكلفة إلى أكثر من الضعف.

المشاكل السابقة تحدث عنها رئيس اتحاد شركات شحن البضائع الدولي، صالح كيشور، في حديث مع صحيفة "الوطن" الموالية للنظام، وذلك على خلفية شكوى تقدم بها عمال سيارات النقل البري العاملة على الحدود السورية-الأردنية، يعلنون فيها تذمرهم من الإجراءات المفروضة عليهم من الجانب الأردني لجهة فرض رسوم مرتفعة على الصادرات السورية، إضافة إلى التأمينات التي تصل إلى 224 ديناراً أردنياً عن كل شاحنة ولمدة 3 أشهر فقط، مطالبين وزارة النقل التابعة للنظام، بأن تعامل الشاحنات الأردنية بالمثل ليتمكنوا من الاستمرار بعملهم.

وقال كيشور إنه قبل أن ننتقد الجانب الأردني، يجب أن ننظر إلى القرارات المفروضة من الحكومة السورية على الشاحنات، كالضرائب والرسوم، والتي تعتبر بمثابة تهجير قسري لهم، مؤكداً أنه "يوجد نحو 1200 شركة شحن أبلغتنا باحتمال الإغلاق الكامل، نتيجة الضرائب المفروضة يومياً والحجوزات غير المقبولة من وزارة المالية".

ولفت كيشور إلى أن الجانب الأردني يفرض ضرائب على السيارات السورية تشكل ضعف ما يفرضه الجانب السوري على الشاحنات الأردنية، حيث تصل الرسوم إلى 3000 دولار عن كل شاحنة سورية ذهاباً وإياباً، لافتاً إلى أن أصحاب الشاحنات السورية عبروا أكثر من مرة عن انزعاجهم من أن مئة شاحنة أردنية تدخل يومياً إلى سوريا لتحمل البضائع السورية وبالمقابل الشاحنات السورية محرومة من ذلك.

وادعى أن وزارة النقل السورية تعاونت كثيراً مع الجانب الأردني وقدمت كل التسهيلات المطلوبة لإنجاح قطاع الشحن والتصدير، لكنه اتهم الجانب الأردني بالسلبية، لافتاً إلى أن الأسطول السوري للنقل ضخم ومؤلف من 21 ألف شاحنة و5000 براد و14 ألف قاطرة ومقطورة تعمل جميعها على القطاع الخارجي.

وبيّن رئيس الاتحاد أن الشاحنة السورية تقف على الحدود نحو ثلاثة أو أربعة أيام ريثما تصل الشاحنة الأردنية وتتم عملية الإفراغ والتبادل، مشيراً إلى أن الأردن منعت أيضاً استيراد الكثير من السلع السورية.

ترك تعليق

التعليق