صحيفة محلية: الطلب على زيت الزيتون في الساحل شبه معدوم


أكد منتجون لزيت الزيتون في الساحل السوري، أن الطلب شبه معدوم منذ نحو شهرين، مشيرين إلى أن التسويق انخفض بنسبة تزيد عن 80 بالمئة رغم الطلب المتزايد على الزيت النباتي.

وذكرت صحيفة "تشرين" التابعة للنظام، نقلاً عن أحد المنتجين، أن كميات الزيت المسوقة للتجار في الساحل السوري تراجعت إلى نحو 15 بالمئة فقط، مشيراً إلى أن سعر بيدون سعة 20 ليتر زيت يتراوح بين 250 إلى 300 ألف ليرة، حيث وصف المُنتِج هذا السعر بأنه بالكاد يساوي تكاليف الإنتاج، إذ تصل تكلفة فلاحة دونم الزيتون إلى 30 ألف ليرة، وأجرة يوم عمل في قطاف الزيتون أكثر من 20 ألف ليرة في الموسم الماضي، إضافة إلى ارتفاع تكاليف النقل إلى المعاصر التي تراوحت بين 20-30 ألف ليرة، وأجرة عصر بيدون الزيت 12 ألف ليرة، وهناك الكثير من التكاليف التي تحتاجها شجرة الزيتون من حيث التقليم والري والتسميد.. إلخ.

ونقلت الصحيفة عن مديرة مكتب تسويق الزيتون في وزارة الزراعة التابعة للنظام، عبير جوهر، قولها، إن المشكلة في عدم تسويق الزيت تعود لعدة عوامل منها: انخفاض القدرة الشرائية من جهة، وارتفاع تكاليف الإنتاج من جهة ثانية، إضافة إلى احتكار المادة وتخزينها من قبل التجار، لحين تحسن الأسعار لأنهم يتعاملون مع الزيت وكأنه قابل للتخزين لفترات طويلة.

وكانت رئاسة مجلس الوزراء التابعة للنظام قد مددت قرار منع تصدير عدة مواد من بينها زيت الزيتون مطلع العام الجاري ولغاية نهاية هذا العام سواء بشكله الدوكمة أو المعبأ بعبوات تزيد على سعة 5 ليترات، وذلك كإجراءات احترازية مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية.

وبيّنت جوهر بأنهم رفعوا مقترحات إلى وزير الزراعة لتنظيم عملية التصدير لنوعيات وكميات محددة من زيت الزيتون، بالإضافة إلى التدخل إيجابياً من قبل الحكومة في الأسواق المحلية من خلال الحصول على زيت الزيتون من المزارعين بكميات كافية وطرحها في الأسواق عن طريق مؤسسات القطاع العام بأسعار مدعومة أو عن طريق الجمعيات والنقابات والاتحادات بالتقسيط أو بأسعار تشجيعية.

وأوضحت جوهر أن تكاليف الإنتاج كبيرة ولا يمكن للمنتج أن يبيع بأقل من التكلفة، فمثلاً تكاليف القطاف وحدها تصل إلى أكثر من 35 بالمئة من الإنتاج إضافة إلى مشكلة نقص اليد العاملة، وعدم توافر وسائل مساعدة للإنتاج لتوفير المادة بسعر أقل.

تجدر الإشارة إلى أن مكتب الزيتون في وزارة الزراعة التابعة للنظام، كان قد أعلن نهاية العام الماضي، أن الإنتاج من الزيت تراجع إلى 88 ألف طن مقابل 135 ألف طن في العام السابق، بسبب الظروف المناخية غير الملائمة.

وكان إنتاج سوريا من زيت الزيتون يبلغ قبل العام 2011 أكثر من 200 ألف طن سنوياً، إلا أنه تراجع إلى نحو 125 ألف طن سنوياً في الأعوام التالية بسبب خروج مناطق الإنتاج في إدلب وريف حلب عن سيطرة النظام، والتي يشكل إنتاجها 40% من إجمالي الإنتاج.

ترك تعليق

التعليق