تجارة الخبز خارج البطاقة الذكية.. من أين يأتي كل هذا الخبز؟


نشرت صحيفة "تشرين" التابعة للنظام، صوراً لأطفال ونساء ورجال، يبيعون الخبز أمام فرن الزاهرة الآلي، متسائلة: من أين يأتي كل هذا..؟

الصحيفة لم تنشر سوى بعض الصور مع التعليق المقتضب السابق، وكأنها ترد على التصريحات الأخيرة لوزير التجارة الداخلية التابع للنظام، عمرو سالم، والتي قال فيها إن بعض بائعي الخبز يحققون أرباحاً تصل إلى 4 ملايين ليرة في الشهر، متهماً أصحاب الأفران بأنهم يبيعون الخبز لهؤلاء التجار الصغار بمبلغ أكثر من ألف ليرة للربطة، الذين يقومون بدورهم ببيعها على الأرصفة بمبلغ أكثر من 1500 ليرة للمستهلكين.

رد الصحيفة وبحسب الصور التي نشرتها ومن فرن واحد فقط، يعبر عن استغرابها من كمية الخبز التي يتم بيعها خارج البطاقة الذكية، وهو ما يتناقض مع إعلان وزارة التجارة الداخلية، التي تقول بأن كمية الخبز محدودة ومحسوبة وفقاً لكميات الطحين التي تقوم بتوزيعها على الأفران لبيع الخبز على البطاقة الذكية، وبالتالي من أين يأتي كل هذا الخبز..؟

معلقون أشاروا إلى أن الأمر لا يتعلق بالخبز فحسب، وإنما بكل المواد المقننة على البطاقة الذكية، إذ أنها شحيحة على مستحقيها، ومتوفرة بكثرة في السوق السوداء، كالمحروقات على سبيل المثال، بينما لا أحد يعرف من أين تأتي كل هذه الكميات الكبيرة، التي يفترض أن تكون محسوبة بدقة، بناء على المسجلين على البطاقة الذكية.

مصدر إعلامي من دمشق، أشار في تصريح خاص لـ "اقتصاد" أن كل محاولات النظام لضبط الفساد في توزيع المواد المقننة على البطاقة الذكية لم تفلح حتى الآن، مشيراً إلى أن هناك طرقاً كثيرة يمارسها هؤلاء الفاسدون، حسب وصفه، للتحايل على كل الإجراءات المشددة التي تضعها الجهات الحكومية.

وكشف هذا المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن وجود كميات كبيرة من الخبز تباع على الأرصفة ومشتراة من الأفران، هو فساد مشترك بين صاحب الفرن والجهة المسؤولة المشرفة عليه، والتي تزيد له كميات الطحين مقابل بعض المال كرشوة، مضيفاً أنه ما ينطبق على الخبز ينسحب على المحروقات وهكذا.

ولفت إلى أن هناك من يبيعون مخصصاتهم على البطاقة الذكية من الخبز والمحروقات، لكنه أكد أن ذلك لا يصنع سوقاً سوداء كبيرة، حيث أن الكميات المطروحة من هذه المواد كبيرة جداً، ما يشير حسب قوله إلى وجود فساد من الأعلى وليس من الأسفل.

ترك تعليق

التعليق