إعلاميون موالون يشنون هجوماً على حكومة النظام في أعقاب رفع الدعم عن 600 ألف أسرة


تصاعدت ردود الأفعال المنددة بقرار رفع الدعم عن نحو 600 ألف أسرة، من قبل عدد كبير من المحللين والإعلاميين الموالين للنظام السوري، حيث اعتبر الكثير منهم أن الحكومة ترتكب خطأ فادحاً، قد يؤدي إلى نزول الناس إلى الشارع مرة أخرى، في إشارة إلى التظاهر ضد النظام.

ومنذ الأمس، وبعد صدور قرارات بالأسعار الجديدة للسلع، لمن تم رفع الدعم عنهم، كتب العديد من الإعلاميين المعروفين، معبرين عن موقفهم من هذه القرارات، والتي رأوا فيها تجاوزاً للخطوط الحمر التي لطالما كانت سوريا متمسكة بها، ويقصدون رفع سعر الخبز.

وكتب الإعلامي في تلفزيون النظام، جعفر أحمد، على صفحته الشخصية في "فيسبوك": "بزمن القائد المؤسس حافظ الأسد مرينا بـ حرب لبنان وحرب الإخوان وحصار الثمانينات القاسي وكانت الكلمة الجوهرية اللي دائماً يرددها القائد: لا حدا يقرب من الخبز.. الخبز خط أحمر"، مضيفاً: "وبقي هاد الخط أحمر رغم كل الضغوط".


وتابع: "للأسف كل يوم بيطلعلك مسؤول من إياهم وبيقلك الدعم خط أحمر والخبز خط أحمر والشوؤسمو خط أحمر.. حتى صارت رقبة المواطن هيي الحمرا".

 وختم: "يا عمي ارفعو الدعم عن كل شي بس خلو الخبز بحالو".

أما الإعلامي زياد غصن، رئيس تحرير جريدة "تشرين" الرسمية السابق، فقد اعتبر "ما يحدث في ملف الدعم بات معيباً بحق البلد"، مضيفاً أن ما تفعله الحكومة الحالية، ليس له من تفسير سوى واحد من اثنين، "إما أنها تستخف بعقول المواطنين وقدرتهم على مقاربة المسائل بشكل صحيح، أو أن ما يحدث هو نتيجة طبيعية لأداء حكومي يتعامل مع الملفات بسطحية شديدة، وعدم تقدير للعواقب الاقتصادية، الاجتماعية، وحتى السياسية".

ورأى غصن في مقال نشره على موقع "المشهد" الموالي، أنه "ستثبت الأيام القادمة أن معالجة ملف الدعم الحكومي بهذه الطريقة كان خطأ كبيراً من حيث الآلية، التوقيت، وتقدير النتائج تماماً كما حدث في العام 2008".

واقترح سحب الملف كاملاً من الحكومة الحالية، "وتكليف مجموعة من الخبراء الاقتصاديين والاجتماعيين، المشهود لهم بالحكمة والعلم، بمناقشة هذا الملف بكل تفاصيله، تناقضاته، أبعاده، ووضع سيناريوهات المعالجة الممكنة".

من جهته كتب الإعلامي محمد الخضر، مراسل تلفزيون الميادين اللبناني في دمشق، معلقاً على قرار رفع الدعم عن 600 ألف أسرة: "إذا كان معدل عدد أفراد الأسرة الواحدة خمسة أفراد يصبح ثلاثة ملايين شخص خارج دعم الحكومة كمرحلة أولى كما يبدو".

وأضاف: "أعتقد أنه خطأ فادح في معالجة أزمة اقتصادية ومالية عميقة في التوقيت على الأقل وبهذا الاستسهال.. هذا إذا ما تم التغاضي عن دقة آلية التقسيم، توقيت أصبح فيه نحو تسعين بالمئة من السوريين فقراء بحسب الأرقام الدولية وليست المحلية".

ورأى أن "دعم الخزينة يبدأ من بوابة ضرب الفساد، من دعم المنتجين مزارعين وحرفيين وصناعيين وليس باقتصاد المولات والمطاعم والجامعات والمدارس الخاصة والاتصالات وكل هذا القطاعات الغريبة عن الاقتصاد السوري".

وكتب الإعلامي نزار الفرا، المذيع في تلفزيون "سما" الموالي، "بعد كل ما قيل وسيقال عن لا أخلاقية ولا دستورية قرار استبعاد الدعم عن فئات من المجتمع وبعد كل ما قيل وسيقال عن خطورة تداعيات هذا القرار وبعد كل ما قيل من القلّة عن صوابية القرار رغم التنفيذ المشوّه، نعود لنسأل الذين ينظّرون في الوطنية: أليست قرارات الحكومة من هذا العيار هي التي توهن العزائم والنفسيات وتجعلها بالحضيض؟؟".

وأضاف: "مقولة إنه خيار مرّ لا بد منه لا يقلل أبداً من كارثيته وخصوصاً في الجانب المتعلق بالخبز تحديداً".

بدوره الإعلامي السوري، صدام حسين، العامل في تلفزيون الجديد اللبناني، كتب ساخراً، تعليقاً على قرار رفع سعر الخبز لغير المدعومين، "يا جماعة الوضع ما بقى ينحمل لهيك قررنا نحنا مجموعة من الشباب ننزل اليوم على ساحة الأمويين ونعمل حلقة دبكة".

(الصورة المرفقة للإعلامي الموالي - نزار الفرا)

ترك تعليق

التعليق