مؤتمر أبو ظبي الدولي للبترول يؤكد الطلب على الوقود الأحفوري


اجتمع وزراء الطاقة من جميع أنحاء العالم النامي في أبو ظبي يوم الإثنين، للمشاركة في فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2021".

وشدد الوزراء على الحاجة إلى استمرار الاستثمار في إنتاج الوقود الأحفوري- في رسالة تأتي بعد أيام قليلة من انضمام هذه الدول نفسها إلى حوالي مائتي دولة في قبول اتفاق يهدف إلى الحد من الارتفاع العالمي في درجات الحرارة وتقليص انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

وأشار وزيرا الطاقة في الإمارات والسعودية- وهما من الدول الرئيسية في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"- إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي وأزمة الطاقة التي أحدثها هذا في أوروبا والصين كأمثلة لما يحدث عندما يتجاوز الطلب الإنتاج المعروض.

وقالا إن ذلك أدى إلى ارتفاع سعر الطاقة بكل أشكالها، ما أثر على أسعار النفط التي قاربت الثمانين دولارا للبرميل الآن.

وقال سلطان الجابر، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) "بعد ما يقرب من عقد من تراجع الاستثمار في صناعتنا، دخل العالم دون أن يشعر في أزمة نقص الإمدادات... وحان الوقت للاستيقاظ".

وقال الجابر إن صناعة النفط والغاز سوف تكون بحاجة إلى استثمارات تتجاوز الستمائة مليار دولار سنويا حتى عام 2030 لمواكبة الطلب المتوقع على الطاقة.

الجابر الذي يتولى أيضا منصب رئيس مجلس إدارة شركة أبو ظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، قال إنه بالرغم من أن الاعتماد سوف يكون مستقبلا على الطاقة المتجددة "فإن الوقت لم يحن لذلك بعد"، مشيرا إلى أن العالم ما زال يعتمد وبشكل كبير على النفط والغاز.

إدارة الرئيس جو بايدن، التي كانت تحشد الدول للتحول بعيدا عن الوقود الأحفوري، دعت في الوقت نفسه منظمة "أوبك" لزيادة الإنتاج مع ارتفاع أسعار منتجات النفط للمستهلك، موجها حديثه بشكل خاص للمملكة السعودية.

ويرفض كبار منتجي النفط في مجموعة أوبك بلس حتى الآن الابتعاد عن نهجهم التدريجي لاستعادة مستويات الإنتاج التي انخفضت إبان تفشي جائحة كورونا عام 2020.

من جانبه صرح وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي للأسوشيتدبرس بأن مجموعة أوبك بلس التي تشمل روسيا ودول أخرى منتجة للنفط من خارج الأوبك، تعتمد على بيانات تقنية مستقلة تعكس فائضا في النفط بداية من العام المقبل.

في 2022، "في الربع الأول، سيكون لدينا فائض معروض أكبر من الطلب"، وفقا لما أوضحه المزروعي للأسوشيتدبرس في مؤتمر اديبك. وتابع "الموازنة لن تكون سلبية، بل ستكون إيجابية".

من جانبه، رفض وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أي تلميحات بوجود ضغط سياسي من الولايات المتحدة لضخ مزيد من النفط.

وقال للصحفيين في أبو ظبي "يجري دائما حوار. لا أعتقد أن الإعلام يسميه باسمه الصحيح. إنه يدعى حوار ومناقشات".

تضمن الاتفاق الذي أبرمته دول من أنحاء العالم في غلاسكو السبت تغييرا في اللحظة الأخيرة خفف من النصوص الهامة المتعلقة بالفحم. أعربت عدة دول عن خيبة أملها من التغيير الذي اقترحته الهند "لخفض" بدلا من "التخلص من" طاقة الفحم، وهي أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة.

وابلغ وزير البترول والغاز الطبيعي في الهند، هارديب سينغ بوري، الحضور في أبو ظبي بأن دولته رائدة في الانتقال في مجال الطاقة وبدا أنه يحاول الإشارة إلى أن الهند لا تقف وراء ذلك التغيير في النص. وتصدى أيضا للانتقادات الموجهة لتعهد الهند بالوصول لصفر انبعاثات بحلول 2070 وهو ما وصفه متشككون بأنه يسخر من الجهود الدولية لخفض الانبعاثات.

وقال الوزير الهندي "استهلاكنا من الطاقة بالنسبة للفرد مقارنة بالمتوسطات العالمية يبلغ نحو الثلث"، لكنه تابع أن الرقم يرتفع بشكل سريع وسط زيادة في عدد سكان الهند ونموها الاقتصادي.

حذر بوري أيضا من التحول في الطاقة الذي سيسفر عن تكاليف باهظة بشكل غير واقعي على المستهلكين. وأفاد بأنه كان من المهم عقد مؤتمر اديبك في أبو ظبي مباشرة بعد قمة كوب26 في غلاسكو ليكون التركيز على "الواقع على الأرض والحاجة لإدارة الانتقال في الوقت نفسه".

ترك تعليق

التعليق