السوريّ ورحلة السعي وراء رغيف الخبز


أعلنت وزارة التجارة الداخلية في حكومة النظام، قبل يومين، إنطلاق العمل بآلية جديدة لتوزيع الخبز، في محافظات طرطوس واللاذقية وحماة، تقوم على مبدأ إرسال الرسائل على الجوال، تخبر المستفيد بإمكانية الحصول على مستحقاته من ربطات الخبز، بحسب عدد أفراد أسرته، ومن معتمد محدد، يجري الموافقة عليه مسبقاً، وفي منطقة محددة.

إلا أن كلا الطرفين، المعتمد والمواطن، تقابلا في الشارع بانتظار أن تصل رسائل تسليم الخبز، وفقاً للحصة القانونية المعتمدة، وبعد مضي ساعات لم تصل هذه الرسائل، وهو ما اضطر المعتمد لحمل خبزه معه والعودة به إلى الفرن الذي جلبه منه، تاركاً "الأخوة المواطنين" بلا خبز.

حدث هذا بالأمس، في طرطوس، التي يطلق عليها النظام اسم "أم الشهداء"، ومع أول يوم من انطلاق العمل بالآلية الجديدة في توزيع الخبز.. حيث تقول وسائل إعلام موالية للنظام، بأن الناس التي تم تركها بلا خبز، توجهت إلى كل أماكن الشكاوي بالمحافظة، مستفسرة عن حصتها من قوتها اليومي من الخبز، والذي قد يكون الوحيد الذي تمتلكه، وكيف أنه يتم التعامل معه بكل هذا الاستهتار.. فكانت الإجابة التي حصلوا عليها، ومن مدير تموين طرطوس، أن نظام الرسائل لم يتم تفعيله بعد في المحافظة، وكان من المفترض بالمعتمد أن يقوم بتوزيع الخبز على البطاقة الذكية، بدون أن يطلب رسالة.. أما المعتمدين فقط أكدوا بأن أحداً لم يخبرهم بهذا الأمر بشكل مسبق، وإنما التعليمات التي وصلتهم، تؤكد عليهم ضرورة النظر بإمعان في الرسالة، قبل تسليم صاحبها حصته من الخبز.
 
هذا باختصار، جزء من قصة معاناة السوري خلال رحلته للبحث عن رغيف الخبز، والتي روتها وسائل إعلام النظام وفقاً لمبدأ أكد وأضاف، بينما ارتأينا أن نرويها، وكما عبّر عنها الناس على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن "فلترنا" منها الشتائم والسباب.

(الصورة المرفقة أرشيفية)

ترك تعليق

التعليق