ما الإجراءات التي ساعدت النظام على تثبيت سعر الليرة نسبياً؟


يشهد سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية منذ أيار الماضي حالة من الاستقرار، عند حدود 3200 للدولار الأمريكي الواحد.

وخلافاً للتوقعات التي بدت أميل إلى أن تواصل الليرة تدهورها إلى مستويات قياسية، استطاع النظام نوعاً ما ضبط سعر الدولار، والسؤال، ما هي الإجراءات والأسباب التي ساعدت النظام على ذلك؟

رئيس "مجموعة عمل اقتصاد سوريا" الدكتور أسامة قاضي، قال إن الثبات الأخير في سعر صرف الليرة يدلل على الموت البطيء للنشاط الاقتصادي السوري، بحيث يبدو أن الاقتصاد قد دخل في مرحلة غيبوبة طويلة الأمد، بعد أن آثر النظام أن يقتل النشاط الاقتصادي من خلال منع تداول العملات الأجنبية.

وأوضح لـ"اقتصاد"، أن النظام أضعف حجم الواردات التي تحتاج إلى القطع الأجنبي، وهذا ما سيؤدي إلى آثار سيئة على مستقبل الاقتصاد، لأن معدلات التضخم في مناطق سيطرة النظام إلى ارتفاع مستمر.

الباحث الاقتصادي في جامعة "يوزنجويل فان" التركية، الدكتور أحمد ناصيف، قال إن زيادة الطلب على العملة الأجنبية يؤدي حكماً إلى انهيار العملة المحلية، والواضح أن هناك حالة من عدم زيادة الطلب على الدولار في السوق السورية، بعد أن اقتصر الطلب على الأشياء الأساسية الرئيسية (رز، سكر، برغل)، وهو ما قلل من حاجة التجار للدولار.

وبالتوازي وفق حديث ناصيف لـ"اقتصاد"، حد قانون "البيوع العقارية" من عمليات بيع وشراء العقارات، وهنا لم يعد باعة العقارات في حاجة للدولار لاستبدال ثمن العقارات، وهو ما خفف من حجم الطلب على الدولار أيضاً.

كذلك أشار ناصيف إلى ضبط النظام لحركة رؤوس الأموال الكبيرة، بعد أن أحكم قبضته على التجار، ومنع التلاعب بسعر الصرف من قبل أجهزة الأمن.

المراقب الاقتصادي والمفتش المالي المنشق عن النظام، منذر محمد، أشار إلى زيادة اعتماد النظام على المحروقات والمواد الإيرانية، وقال لـ"اقتصاد": "عادة لا تتقاضى إيران ثمن صادراتها للنظام بالدولار، وإنما استثمارات، وهذا ما خفف من الطلب على الدولار".

ولذلك، وفق محمد، بدأت روسيا تخشى من زيادة الاستثمارات الإيرانية، وأرسلت وفدها قبل أيام إلى الأسد، لقطع الطريق أمام إيران التي تستحوذ بشكل كبير على ما تبقى من مقدرات سوريا.

واستناداً إلى هذه القراءة، لا يستبعد المراقب الاقتصادي، أن تواصل الليرة مسارها نحو الهبوط وعدم الاستقرار مجدداً، في حال تلكؤ إيران في تزويد النظام السوري بالمشتقات النفطية، وغيرها من المواد الرئيسية.

سياسياً، أشار ناصيف إلى حالة الترقب الدولي ما بعد إجراء النظام لـ"مسرحية الانتخابات"، وقال: "للآن لا وضوح في المعطيات السياسية الدولية، وهذه الضبابية كما يبدو ساعدت الليرة على الاستقرار".

ترك تعليق

التعليق