"البعث" تدعو للتخلي عن التعامل الإنساني مع التجار


انتقدت جريدة "البعث" التابعة للنظام، تعامل وزارات التجارة الداخلية في السنوات العشر السابقة، مع غرف التجارة، كونها كانت تراهن على الجانب الإنساني لدى كبار التجار،  إلا أن النتيجة بحسب رأيها، كانت سلبية، ولعب هؤلاء التجار دوراً كبيراً في ارتفاع الأسعار والتأثير على حياة ملايين الأسر السورية.

ورأت الصحيفة أن وزارة التجارة الداخلية أخطأت بقولها إن من يتحمل هموم الناس هي الدول والفعاليات التجارية، وتبين أن الرهان على الفعاليات التجارية خاسر، مشيرة إلى أن الرهان كان يجب أن يكون دائماً على المنتجين الفعليين الذين يوفرون للمواطن سلعاً بديلة عن المستوردة، وعلى أصحاب المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر، الذين ينتجون سلعاً بمواصفات تنافس مثيلاتها الأجنبية بأسعار رخيصة.
 
وأضافت الصحيفة، أنه إذا كانت وزارة التجارة الداخلية مقتنعة فعلاً بأن غرف التجارة تشعر بهموم الناس وبمصاعبهم، وبأن صرخة أي مواطن تحملهم المسؤولية، فهي واهمة جداً، مشيرة إلى أن التجار لا يسمعون سوى رنين الذهب والنقود ويتركون أنين الناس للدولة، حيث يرون أنها الوحيدة التي يجب أن تساعدهم وتدعمهم.

واتهمت الصحيفة التجار بشكل مباشر أنهم قاموا بتهريب أموالهم خلال السنوات العشر السابقة إلى المصارف اللبنانية، معتبرة أن من قام بهذا الفعل لا يمكن التعويل عليه في الاهتمام بمعاناة الناس، "ولولا بقية من الحياء أو خشية من تشفي الشامتين، لطالب بعضهم الحكومة بمساعدتهم لاسترداد دولاراتهم المهربة التي تبخرت في المصارف اللبنانية".

ووجهت الصحيفة انتقادات لاذعة للتجار وبأنهم يؤدون أدواراً سلبية في المجتمع وحملتهم مسؤولية تنغيص معيشة ملايين السوريين، وبالتالي على الدولة أن تضع حداً لتجاوزاتهم، مهما كان الثمن.

تجدر الإشارة إلى أنه منذ اجتماع بشار الأسد مع الحكومة، في أعقاب إدعاء إصابته ومن ثم شفائه من كورونا، ووسائل إعلام النظام تشن هجوماً كبيراً على التجار ورجال المال والأعمال، وتحملهم المسؤولية في تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلد، وذلك بناء على كلام بشار في ذلك الاجتماع، الذي اتهم التجار بالفساد والتلاعب بالأسعار، وأنه يجب ضبطهم ومحاسبتهم.

ترك تعليق

التعليق