ارتفعت الليرة ولم تنخفض الأسعار.. لماذا؟


على كافة الأخبار المنشورة في وسائل إعلام النظام، والتي تتحدث عن تحسن سعر صرف الليرة، تعليقات تؤكد بأن الأسعار في الأسواق لم تنخفض، بل هي في ارتفاع مستمر، ما يؤكد بحسب هؤلاء المعلقين، بأن ارتفاع الليرة هذه المرة هو الوهمي، وليس انخفاضها.

وأكدت مصادر إعلامية مطلعة، بأن التجار لازالوا يسعرون بضائعهم على أساس 4 آلاف ليرة مقابل الدولار، وهو السبب الذي لم يؤد إلى تراجع الأسعار في الأسواق على الرغم من تراجع سعر صرف الدولار إلى ما دون الـ 3 آلاف ليرة سورية.

وفي توضيح هذا الأمر، كشف مصدر إعلامي يعمل في وسائل إعلام النظام، في تصريحات خاصة لـ "اقتصاد" -طلب عدم الكشف عن اسمه- أن أغلب البضائع المتواجدة في الأسواق بالإضافة إلى أدوات الإنتاج، مستوردة سابقاً عندما كان الدولار يتجاوز الـ 4 آلاف ليرة، وبالتالي جميع التجار يرفضون تخفيض أسعارهم لأن ذلك سوف يتسبب بخسارتهم حكماً، لافتاً من جهة ثانية بأن التجار ليسوا على ثقة تامة بحالة الارتفاع التي تعرضت لها الليرة السورية مؤخراً، وخصوصاً أن الظروف الاقتصادية غير متوفرة من أجل الحفاظ على هذا الارتفاع لفترة طويلة، ما يشير إلى أن الليرة قد تعاود الانخفاض مجدداً، وإلى ما هو أسوأ من السابق.

في غضون ذلك، تداولت وسائل إعلام النظام العديد من التقارير التي تتحدث عن عدم انخفاض الأسعار في الأسواق إلى ما يوازي ارتفاع سعر صرف الليرة، مشيرة على وجه الخصوص إلى أن الكثير من المواد الأساسية مثل الحليب وجميع مشتقاته اللحوم والبيض والكثير من الخضار المنتجة محلياً، زادت أسعارها عن السابق، في وقت يفترض أن تتراجع بعد أن تحسن سعر الصرف.

وبيّنت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام، أن المنتجين يبررون عدم انخفاض أسعار بضائعهم، بأزمة المحروقات التي لاتزال قائمة إلى اليوم، والتي زادت من تكاليف الإنتاج، بسبب اضطرارهم لشرائها من السوق السوداء بأضعاف سعرها الرسمي.

وأضافت الصحيفة أن المنتجين يتحدثون كذلك عن ارتفاع أسعار النقل جراء فقدان مادة المازوت والبنزين من الأسواق، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، التي أثرت على أكثر من 50 منتجاً رئيسياً مرتبطين بها، الأمر الذي جعل الأسعار لا تنخفض على الرغم من تحسن سعر الصرف.

(الصورة المرفقة أرشيفية)

ترك تعليق

التعليق