ملابسات الساعات الأخيرة في حياة الطفل "حسن الزعلان"


تطلب الأمر أكثر من 48 ساعة، حتى تمكنت فرق "الخوذ البيضاء" من الوصول للطفل "حسن خضر الزعلان"، الذي سقط في بئر ارتوازي ببلدة "كفر روحين" شمالي إدلب. وحينما وصلت فرق الإنقاذ إليه، كان الطفل قد فارق الحياة، وانتُشلت جثته.


وحول ملابسات اللحظات الأخيرة من حياة الطفل "حسن"، أوضح نشطاء أن الفرق واجهت صعوبات كبيرة في الوصول إليه بعد أن علق على عمق أكثر من 21 متراً، بين جدار البئر وإزميل الحفر.


 وروى مصدر من صفحة "زهرة القرى كفر روحين"، فضل عدم ذكر اسمه، لـ "اقتصاد" أن فرق الإنقاذ المكونة من  40 عنصراً وعدد من الآليات الثقيلة وجدت صعوبة في إخراج الطفل -10 سنوات- من فوهة البئر الضيقة فاضطرت لحفر خندق كبير مواز للبئر، وضخ كميات كبيرة من الأوكسجين داخل البئر. لكن الطفل فارق الحياة.


 وكشف المصدر أن الطفل حسن وهو نازح في كفر روحين من ريف أبو ظهور بريف إدلب الشرقي، كان يعمل مع والده وعدد من أقاربه على حفارة ارتوازية وأحضر لهم صينية فيها كؤوس شاي واقترب ليعطي كأساً لوالده الذي كان على كبل الحفارة فوق فتحة البئر وفجأة تعثر الطفل وسقط هو والصينية في فوهة البئر دون أن يتمكن أحد من انتشاله.

 وكان عضو المكتب الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في إدلب قد أفاد لموقع تلفزيون سوريا أن أياً من المتطوعين لم يتمكن من النزول إلى الطفل لإنقاذه بسبب ضيق فتحة البئر، وكشف أنه خلال الساعات الـ 5 الأولى كان هناك تواصل مع الطفل عبر الحديث معه وسماع صوته للاطمئنان عليه وبعد ذلك لم يعد هناك أي تواصل ولم يتمكنوا من سماع صوته، وأضاف أن الطفل سقط مساء الاثنين الماضي، وحاول الفريق إخراجه من فوهة البئر لكنهم لم يتمكنوا بسبب ضيقها، إذ حالت وضعية الطفل الذي سقط على رأسه، دون أن يتمكن من الإمساك بحبل الإنقاذ.


ونشر ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للطفل حسن وهو يقف أمام الحفارة التي يعمل بها ويضحك للكاميرا وهو يقوم بتحريك أسطوانة الحفر فيما بدا طفل آخر يقف أعلاها ويتابع تحريكها.
 
وبحسب وكالة SciDev.Net المهتمة بالبيئة والعلوم قُدر عدد الآبار غير المرخصة بما يزيد عن 112 ألف بئر من أصل 229 ألف بئر في عموم الأراضي السورية، وبلغ عدد الآبار في محافظة إدلب وحدها حوالي 17 ألف بئر، منها 8 آلاف بئر غير مرخصة، علماً بأن العدد يتزايد يومياً.

ويتم تشغيل أطفال  تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 15 سنة في حفر هذه الآبار لرخص أجورهم وسهولة إدارتهم. بغض النظر عن خطورة هذه المهنة وتأثيرها الصحي عليهم.

ترك تعليق

التعليق