"صائب النحاس" يخرج من قائمة المستهدفين في حملة "أسماء الأسد"


رسمياً، رفعت وزارة المالية بحكومة النظام، الحجز الاحتياطي عن الأموال المنقولة وغير المنقولة، العائدة لرجل الأعمال السوري الشهير، المُقرّب من إيران، صائب النحاس. كما رُفع الحجز عن أموال ابنه محمد صبيح، وأموال زوجاتهما أيضاً.

وقال موقع "الاقتصادي – سورية"، إنه اطلع على قرار رفع الحجز، الذي لم يُنشر، والذي ترافق مع قرار آخر برفع الحجز الاحتياطي عن "شركة الفتال المحدودة المسؤولية"، العائدة لـ محمد الفتال.

ووفق الموقع، فإن المالية بررت رفع الحجز بزوال الأسباب الداعية له.

وصائب النحاس من أبرز رجال الأعمال السوريين منذ الثمانينات. وهو دمشقي شيعي، عُرف بعلاقته الوطيدة مع إيران، منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وكان النحاس على علاقة مميزة بنظام الأسد في عهد الأب والابن، الأمر الذي أثار دهشة المراقبين حينما تم الإعلان عن قرار الحجز على أمواله، في أيلول/سبتمبر الفائت.

وفي تشرين الأول/أكتوبر، وبعد شهر ونيف فقط، من تاريخ إلقاء الحجز، تناقلت مصادر إعلامية موالية خبراً يفيد بأن المصرف المركزي التابع للنظام، طلب من جميع المصارف العامة والخاصة رفع الحجز عن الحسابات العائدة لـ صائب النحاس وأولاده، وشركاتهم. ولم يُعلن عن أسباب ذلك. لكن قرار الحجز بقي قائماً رسمياً، وإن تم تعليقه تنفيذياً. قبل أن يُرفع الحجز بشكل رسمي ونهائي قبل يومين.

وكان قرار الحجز قد بُرر حين فرضه، بأنه جاء نتيجة استيراد النحاس لبضائع "تهريباً"، وحُددت الغرامات بحوالي 31 مليون ليرة سورية (أي ما يعادل 15 ألف دولار بسعر الصرف حينها). وتُوحي تفاهة المبلغ قياساً لثروة النحاس، المقدرة بحوالي 300 مليون دولار، بأن قرار الحجز كان شكلاً من أشكال الابتزاز والاستهداف للنحاس. وعدّه بعض المراقبين يندرج ضمن حملةٍ لاستهداف حيتان الاقتصاد التقليديين، والتي تقودها أسماء الأسد، واستهدفت في سياقها، رامي مخلوف، ابن خال الأسد.

وفي تشرين الأول/أكتوبر الفائت، نشر موقع "المدن" معلومات تفيد بأن إيران تدخلت في قضية النحاس، نظراً للعلاقة الوثيقة التي تربط الرجل بالنظام الحاكم في طهران، وأنها ضغطت على نظام الأسد لإخراج رجل الأعمال "الشيعي" من قائمة المستهدفين ضمن حملة النظام التي استهدفت ابتزاز عدد كبير من رجال الأعمال الموالين، منذ أيلول/سبتمبر من العام 2019.

لكن مراقبين آخرين، يعتقدون أن النحاس قد يكون دفع مبالغ مالية كبيرة لصالح لجنة تتبع لـ "أسماء الأسد"، وذلك للتخلص من الحجز على أمواله، كما فعل عدد كبير من رجال الأعمال الذين طالتهم الحملة المشار إليها.

ويُوصَف صائب النحاس بـ "عرّاب السياحة الدينية الشيعية" في سوريا، إذ كان من أوائل وأبرز المستثمرين في هذا القطاع، مستفيداً من علاقته الوطيدة برموز النظام الإيراني الحاكم. إلى جانب استثماراته الضخمة في قطاعات أخرى، وفي عدة دول غير سوريا.

ترك تعليق

التعليق