طرق تسويقية بسيطة بشمال غرب سوريا


في سياق وتعريف آخر، غير التعريف الذي خطته يد فليب كوتلر الذي يعتبر المؤسس لعلم التسويق في العهد الحديث، والذي أسس لكيفية بناء الأفكار التسويقية في مضمار المبيعات والتسويق في عالمنا المعاصر، وفي سياق تسويقي مواز لأدوات التسويق في دول غير سوريا، نجد أنه في سوريا، يتم اختزال تعريف بسيط لعلم التسويق، بما معناه: كل شيء يلفت الانتباه هو تسويق.  

 إذ لكل مجتمع أدواته التسويقية الخاصة به، والتي ينجح بها، حتى وإن كانت تُعتبر في مكان آخر طُرقاً بدائية، أو سلبية، كمقولة "إن دقت علقت" التي خطتها يد أحد الباعة دونما دفع أي تكلفة ولا استشارة لشركة أو لمسوق ابتكار، مثل هذه العبارة على بسطة لبيع الفلافل متنقلة بين قرى شمال غرب سوريا، هي ما دفع جل من تقع عينيه على العبارة المكتوبة بخط اليد، إلى تجريب طعم ما ينتجه هذا البائع، ليحسموا الإجابة: هل سيعلقون في شباكه أم سيكون لهم رأي آخر؟!

أثناء تنقلك في مدن وقرى شمال غرب سوريا، سرعان ما تستوقفك العديد من أساليب التسويق المبتكرة بطرق بسيطة لا تتطلب المال الذي يتطلبه مشروع تسويقي في شركة ناشئة أو عاملة في بلد غير سوريا. وقد يكون لكل بلد تعريفه الخاص للتسويق، والطريقة التي تنجح في هذا المجتمع قد لا تنجح، أو تُؤتي أُكلها، في آخر. فعلى سبيل المثال، شركة ميت باك لإنتاج الأحذية في غوتيمالا في أمريكا الوسطى، تتبع إحدى الطرق التسويقية الملفتة. فبعد تحميل وتفعيل الموقع لتطبيق المتجر، من قِبل العميل، تقوم الشركة بإرسال رسالة خصم مئة بالمئة، عندما يتم إخطارهم عن طريق الموقع الجغرافي، أن الزبون متواجد في متجر أحد المنافسين، ليبدأ العد التنازلي في عملية الخصم حتى يصل الزبون لأحد متاجر الشركة، إذ أن الفكرة التسويقية قائمة على إخراجك من متاجر المنافسين والسرعة التي تصل بها إلى أحد متاجر الشركة.    

  لكن، إن نجح المشروع في أمريكا الوسطى، لا يعني ذلك أنه قد ينجح في سوريا. والسبب لا يعود لعدم جدوى الفكرة التسويقية ذاتها، ولكن لعدم وجود تغطية فعالة لإرسال الإشعارات، أو تعقب الزبون ومعرفة مكان تواجده حالياً. في المقابل ولعدم وجود تغطية ولحاجة المجتمع لأفكار تسويقية بسيطة، تجد عند مدخل مدينة سلقين بريف إدلب، عدداً لا بأس به من الإعلانات لأطباء ومخابر ومحلات تجميل، وكل ما يلزمك من إعلانات لمحلات البيع والخدمات. فقط انظر إلى مدخل المدينة لتشاهد بتوضيح بسيط أين تقع عيادة الطبيب الفلاني، ليتم ربط ذهنك بطبيب معين دون غيره. كانت لهذه الطريقة التسويقية فاعليتها، كنتيجة لكثرة سؤال المارة عن مكان تواجد طبيب لمعالجة العيون، وخاصة للناس المهجرين الذي يزورون المدينة لأول مرة. فعدم وجود تغطية اتصالات، وكثرة الأسئلة للمارة من قبل الناس، أوجدت فكرة أن يضع الطبيب لوحة باسمه، والتركيز على كتابة عنوان العيادة بطريقة مبسطة، أهم من كتابة الاختصاص الذي يتقنه ومكان الجامعة التي حصل على شهادته منها.

كل هذه الإعلانات، تجدها متلاصقة فوق بعضها بدلاً من كلمة سلقين ترحب بكم، لترتسم لك  واجهة تطبيق لخدمة تسويقية بسيطة يستعيض بها العميل عن سؤال المارة، أو تعقب تطبيق على شبكة الانترنت.  

ذكرنا مثالاً عن بائع الفلافل المتجول الذي كتب على عربته "إن دقت علقت"، ومثال عن الإعلانات المتواجدة بمدخل مدينة سلقين. لكن، كما ذكرت سابقاً، مجرد تنقلك بين قرى ومدن شمال غرب سوريا، وبين أزقة المخيمات هناك، سيجعلك تتوقف عند طرق تسويقية بسيطة -إذا ما قورنت بالطرق التسويقية في دول غير سوريا- ومبتكرة، تستجيب لحاجة ورغبة العميل.

ترك تعليق

التعليق