البطاقة الذكية.. بعد الأخطاء التقنية، النظام يخفّض كمية مازوت التدفئة


قال سكان من العاصمة دمشق إنهم لم يحصلوا على كامل حصصهم من الديزل الممنوح للتدفئة عبر البطاقة الذكية، كما عبر البعض عن امتعاضهم من تقلص كميات المواد التموينية الممنوحة عبر نفس البطاقة، ما يزيد تفاقم الحالة المعيشية المتردية أصلاً، في المنطقة، التي تعيش في حصار اقتصادي خانق تسبب به النظام السوري الرافض لأي تسوية سياسية في البلاد.

 ومنذ العام 2014 بدأ النظام بمحاولة تفعيل مشروع "البطاقة الذكية" الذي يتمثل بإرسال رسائل نصية "sms" بشكل دوري لمواطني المناطق التي يسيطر عليها النظام. كانت البداية في تموز  2014 في محافظة السويداء، حيث بدأت حكومة النظام بتوزيع المحروقات للآليات الحكومية، لتشمل بعد ذلك جميع المحروقات بما فيها مازت التدفئة. عممت حكومة النظام هذا المشروع على باقي المحافظات، ليشمل أيضاً، الخبز، ومواد غذائية أساسية، توزع كما يقول سكان من دمشق "بالقطارة".

"ربى" سيدة تعيش في دمشق، اشتكت من عدم حصولها على كامل حصتها من المازت والتي يفترض أن تكون 200 ليتر، قالت ربى لـ "اقتصاد" إنها لم تحصل إلا على 100 ليتر من هذه المادة. "ماذا تكفي هذه الكمية في أشهر الشتاء الطويلة؟"، تتساءل ربى.

"بيسان" سيدة تعيش بريف دمشق عانت هي الأخرى من حصة غير كاملة من المازوت وتقول لـ "اقتصاد" إن الآخرين الذين استلموا مخصصات المازوت مع بداية الشتاء كانوا الأوفر حظاً، "حصلوا على 200 ليتر بينما حصلنا نحن على نصف الكمية".

أما "غيداء" فتؤكد بغضب واضح أن حصة التدفئة لم تكن ناقصة فقط بل ومخلوطة بالماء أيضاً. تشتكي غيداء، "استلمت مخصصاتي بداية شباط الحالي.. بعد انقضاء أهم شهرين في الشتاء قضيناهما ملتحفين بالبطانيات".

وإذا كانت غيداء تشتكي من تأخر وصول المازوت الحكومي إلى خزان منزلها الفارغ، وخلطه بالماء، فإن "شريف" الذي يعيش في منطقة قريبة من العاصمة يشير إلى عدم تمكنه من الحصول على هذه المادة حتى الآن. "ربما سيحل الصيف ولن يكون هناك مازوت".
 
هذه الفكرة، يمكن تعميمها على المواد التموينية الممنوحة عبر البطاقة الذكية مثل السكر والرز والخبز، فقد أبدى العديد من مواطني العاصمة خلال حديثهم لـ "اقتصاد"، قلقهم من استمرار الأخطاء التقنية -بحسب ما يؤكد لهم موظفو التوزيع- التي تطال العمل بالبطاقة الذكية. "أحمد" قال لـ "اقتصاد" إنه حصل على نصف كمية الرز والسكر الخاصة به خلال الشهر الماضي. "راجعت الموظفين فألمحوا إلى أن الخطأ تقني وسوف يتم إصلاحه.. وهذا يوم والإصلاح يوم آخر"، يقول أحمد.

ما يحدث، يجعل من التوزيع الإلكتروني الذي روج له النظام بشكل مكثف، أمراً غير ناجح بنظر العديد من المواطنين كونه لا يمكنهم من الحصول على مواد كافية، لاسيما مع استمرار مشاهد الطوابير الطويلة أمام أماكن توزيع الخبز والمازوت والمواد الأخرى. ما يثبت أن مشروع البطاقة الذكية يصب في سياق واحد: التغطية على عجز النظام عن إطعام وتدفئة مواطنيه.


ترك تعليق

التعليق