صورة الجولاني وسميث: هل بدأ اللعب مع واشنطن؟


 ببذلة جميلة، ولحية مشذبة، إلى جانب صحافي أمريكي مخضرم، ظهر أبو محمد الجولاني، كما لم يظهر من قبل، فماذا أراد أن يقول؟

 توحي الصورة التي نشرها صحفي الاستقصائيات "مارتن سميث" بأن الزيارة تتجاوز العمل الصحفي. لا يمكن أن تمر هكذا زيارة دون توصيل واستلام رسائل بين زعيم أقوى فصيل جهادي في إدلب والإدارة الجديدة للبيت الأبيض.

يقول الكاتب والمحلل السياسي "فراس علاوي" لـ "اقتصاد" إنه يرجح أن يكون اللقاء عبارة عن رسائل توجهها تحرير الشام للمجتمع الدولي.

وأضاف "كأنها تريد أن تقول بأن لدينا استعداد للانفتاح على العالم وأن نتفاوض ولدينا رؤى يمكن تقديمها لكم".

زيارتان وإدارة واحدة

في العام 2015 كان مارتن سميث في دمشق يصور فيلماً بالتعاون مع شخصيات موالية للنظام مثل نجدت إسماعيل أنزور وثائر العجلاني. ظهر الفيلم في العام 2017 بعنوان "داخل سوريا الأسد" Inside Assad’s Syria، حيث يصف فيه طبيعة الحياة في ظل النظام السوري.

واليوم يعود سميث مجدداً إلى سوريا، لكن نحو مناطق الطرف الآخر من الصراع. ربما ستكون المهمة الظاهرة هي تصوير فيلم عن مناطق المعارضة والجهاديين الذين يحكمون جزءاً منها. لكن ألا يمكن بطبيعة الحال أن تكون هناك نقاط مشتركة بين الزيارتين؟ لاسيما إذا علمنا أن الزيارة الأولى تمت في عهد أوباما. تتشابه الإدارتان  في البيت الأبيض إذن، فلم لا تتشابه الزيارتان للصحفي إياه؟ من المرجح أن سميث كما حمل في جعبته رسائل من واشنطن لدمشق خلال الزيارة الأولى؛ أن يكون قد حمل رسائل للجولاني، ستظهر بوضوح خلال الأشهر المقبلة.

تغييرات قادمة

بالعودة للمحلل السياسي فراس علاوي، يقول: "يبدو أن الجولاني أراد إرسال رسالة للإدارة الأمريكية الجديدة في محاولة لكسب مواقف سياسية إيجابية منها. تحاول الهيئة أن تقول إنها مستعدة لتحول سياسي جديد، وبالتالي: تطلب من واشنطن رفعها عن قوائم الإرهاب".
 
لذلك ربما سنشهد خلال الفترة المقبلة نوعاً من أنواع التغيير داخل هيئة تحرير الشام يتعلق بأهدافها، مشاريعها، وخطابها السياسي. كما سيتكرر ظهور الجولاني بالبذلة الجميلة وربما بذقن أقصر، تعكس اتجاهاً مغايراً لما تعودناه من الجماعات الجهادية المحافظة على المظاهر، على اعتبارها أحد أهم ما يميزها عن باقي الجماعات القتالية.

فهل سينجح الجولاني في اللعب مع واشنطن المغرمة بالأقوياء؟ هذا يعتمد على مدى تقبل الإدارة الأمريكية الجديدة للتغييرات التي ستحدثها تحرير الشام، ووثوق فريق بايدن بها.

ترك تعليق

التعليق