دبي تتلقى اللوم دولياً لارتفاع حالات كوفيد-19 في الخارج


بعد انفتاحها على المحتفلين برأس السنة الجديدة، تُلقي العديد من الدول باللوم على دبي في نشر فيروس كورونا بالخارج، مع استمرار التساؤلات حول قدرة الدولة المدينة على التعامل مع الارتفاعات القياسية لحالات الإصابة بالفيروس.
يقول المكتب الإعلامي لحكومة دبي إن المشيخة تبذل كل ما في وسعها للتعامل مع الوباء، على الرغم من أنها رفضت مرارا الإجابة على أسئلة وكالة أسوشيتد برس حول الطاقة الاستيعابية لمستشفياتها.

وقال في البيان "بعد عام من إدارة الوباء، يمكننا القول بثقة إن الوضع الحالي تحت السيطرة ولدينا خططنا لزيادة أي طاقة (استيعابية) في نظام الرعاية الصحية إذا دعت الحاجة إلى ذلك".

مع ذلك، قدم ناصر الشيخ، مدير الدائرة المالية السابق بحكومة دبي، تقييماً مختلفاً يوم الخميس على تويتر وطلب من السلطات السيطرة على عدد حالات الإصابة المتزايد.

وكتب "القيادة تبني قراراتها على توصيات الفريق، التوصيات الخاطئة التي تعرض أرواح البشر للخطر وتؤثر سلباً على مجتمعنا... اقتصادنا يتطلب المساءلة".

أصبحت دبي، المعروفة بأنها مقر شركة طيران الإمارات للمسافات الطويلة، وأطول مبنى في العالم، وتشتهر بشواطئها وحاناتها، في يوليو/ تموز من أوائل وجهات السفر التي تصف نفسها بأنها مفتوحة للأعمال. وأوقفت هذه الخطوة نزيف قطاعي السياحة والعقارات المهمين بعد أن أدت عمليات الإغلاق وحظر التجول إلى تقويض اقتصادها.

مع استئناف السياحة، نمت أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا المعلن عنها يوميا ببطء لكنها ظلت مستقرة في الغالب خلال الخريف.

لكن بعد ذلك جاءت ليلة رأس السنة الجديدة - وهي نقطة جذب كبيرة للمسافرين من البلدان التي أغلقت أبوابها بسبب الفيروس، والذين احتفلوا بدون أقنعة الوجه في الحانات وفي اليخوت. وخلال الـ 17 يوما الماضية، أعلنت الإمارات العربية المتحدة ككل عن أرقام قياسية لحالات الإصابة بفيروس كورونا يوميا، وكان ذلك واضحا في طول طوابير المنتظرين للخضوع لفحص فيروس كورونا بمرافق الاختبار في دبي.

في إسرائيل، أصيب أكثر من 900 مسافر عائدين من دبي بفيروس كورونا، وفقا للجيش الذي يجري تعقب للمخالطين. وأضاف أن العائدين تسببوا في سلسلة من الإصابات يزيد عددهم عن 4000 شخص.

تدفق عشرات الآلاف من الإسرائيليين على الإمارات منذ تطبيع العلاقات بين البلدين في سبتمبر/ أيلول. ونقلت القناة 13 التليفزيونية عن الخبيرة بوزارة الصحة الإسرائيلية الدكتورة شارون ألروي - برييس شكواها في مكالمة مع مسؤولين آخرين من أن أسابيع قليلة من السفر كانت أكثر فتكا من عقود من انعدام العلاقات مع الإمارات.

منذ أواخر ديسمبر/ كانون أول، طلبت إسرائيل من القادمين من الإمارات الدخول في حجر صحي لمدة أسبوعين. وأغلقت إسرائيل في وقت لاحق مطارها الدولي الرئيسي حتى نهاية الشهر بسبب ارتفاع عدد الحالات.

في المملكة المتحدة، نشرت الصحف الشعبية لقطات لأصحاب النفوذ البريطانيين الذين يرتدون البكيني وهم يحتفلون في دبي بينما كانت البلاد تكافح من خلال عمليات الإغلاق في محاولة للسيطرة على الفيروس. وأغلقت بريطانيا منتصف يناير/ كانون ثان ممرا للسفر إلى دبي سمح للمسافرين بتخطي الحجر الصحي فيما وصف بأنه أكبر تسارع لعدد حالات الإصابة الواردة من الإمارات.

قال وزير الصحة مات هانكوك لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) هذا الأسبوع: "السفر الدولي، في الوقت الحالي، لا ينبغي أن يحدث ما لم يكن ذلك ضروريا للغاية. لا حفلات في باريس أو عطلات نهاية أسبوع في دبي. هذا ليس متاحا وفي معظم الحالات، هذا مخالف للقانون".

في غضون ذلك، تم ربط السلالات المتحورة من فيروس كورونا بدبي. وفرضت المملكة المتحدة حظراً على السفر يوم الجمعة لمنع الرحلات الجوية المباشرة إلى الإمارات بسبب انتشار نوع متحور من فيروس كورونا جنوب إفريقي.

اكتشفت الدنمارك بالفعل مسافرا واحدا قادما من دبي ثبتت إصابته بالمتحور الجنوب إفريقي، وهو أول اكتشاف من نوعه هناك. ومثل بريطانيا، سافر المشاهير الدنماركيون إلى دبي للاحتفال بالعام الجديد.

وفي الفلبين، قالت السلطات الصحية إنها اكتشفت سلالة بريطانية أصابت فلبينيًا قام برحلة عمل إلى دبي في 27 ديسمبر/ كانون أول. وعاد الرجل إلى الفلبين في 7 يناير/ كانون ثان وثبتت إصابته بالفيروس.

وقالت وزارة الصحة الفلبينية إنه "لم يتعرض لأي حالة (إصابة) مؤكدة قبل مغادرته إلى دبي". ومنذ ذلك الوقت، اكتشفت السلطات الفلبينية 16 حالة أخرى على الأقل مصابة بالمتحور البريطاني، بما في ذلك حالتان قادمتان من لبنان.

مع اقتراب حالات الإصابة بفيروس كورونا المعلن عنها يوميا من 4000 حالة، قامت دبي بفصل رئيس وكالتها الصحية الحكومية دون تفسير. وأوقفت عروض الترفيه المباشرة في الحانات، وأوقفت العمليات الجراحية غير الضرورية، وأمرت بتحجيم حفلات الزفاف، وأمرت الصالات الرياضية بزيادة المساحة بين أولئك الذين يمارسون التمارين. كما تطلب الآن اختبار فيروس كورونا لجميع المسافرين إلى مطارها.

علقت الإمارات العربية المتحدة آمالها على عمليات التطعيم الشاملة، حيث توزع أبو ظبي لقاحا صينيا تنتجه شركة سينوفارم، وتوزع دبي تقدم لقاح فايزر-بايونتك. وتقول الإمارات إنها أعطت 2.8 مليون جرعة حتى الآن، مما يجعلها من بين أعلى الدول في العالم توزيعا للقاحات.

مع ذلك، يشكك أشخاص بمن فيهم ناصر الشيخ، مدير الدائرة المالية السابق بحكومة دبي، في قدرة دبي على التعامل مع الحالات المتزايدة.

أحالت المستشفيات التي اتصلت بها وكالة أسوشيتد برس الأسئلة إلى حكومة دبي، والتي رفضت مرارا التعليق. ورد المستشفى السعودي الألماني في دبي قائلاً إنه "يأمل في قراءة الأخبار الحقيقية"، بدون الخوض في التفاصيل.

قال الدكتور سانتوش كومار شارما، المدير الطبي لمستشفى "إن إم سي رويال" في دبي، لوكالة أسوشيتد برس، إن "عدد الحالات (في ازدياد) باستمرار"، حيث يشغل مرضى فيروس كورونا أكثر من نصف أسرة المستشفى.

قالت منظمة الصحة العالمية إنه قبل الوباء، كان لدى الإمارات العربية المتحدة ما يقرب من 13250 سرير بالمستشفيات في دولة يزيد عدد سكانها عن 9 ملايين شخص. وأضافت أن دبي والإمارات الشمالية في البلاد بنت مستشفيات ميدانية خلال الوباء تقدر طاقتها بحوالي 5000 سرير، فيما بنت أبو ظبي المزيد.

لكن دبي أغلقت المستشفى الميداني الذي يضم 3000 سرير في يوليو/ تموز - في نفس اليوم الذي أعادت فتحها للسياحة. وتعلن دبي ووزارة الصحة الإماراتية الآن عن طلب ممرضين على إنستغرام.

كتب الشيخ: "المحزن أنه تم بذل جهود كبيرة منذ يناير (كانون ثان) 2020 ثم نأتي ونقوضها بأيدينا... ما يزيد الأمور سوءا هو الافتقار إلى الشفافية".

مع ذلك، جاءت تصريحات الشيخ بعد أن طلبت حكومة الإمارات الاستبدادية من القلقين في وقت سابق من هذا الأسبوع "الامتناع عن التشكيك في جهود كل أولئك الذين عملوا لاحتواء هذا الوباء".

ترك تعليق

التعليق