تجارة الحطب في إدلب تتعرض لخسائر كبيرة


يشهد سوق الحطب في إدلب انخفاضاً في الأسعار، في ظل عرض كثيف وطلب قليل، بسبب حلول شتاء دافئ جعل شهية السكان على شراء الحطب محدودة. كل ذلك، في ظل وجود منافس كبير لمدفأة الحطب المستخدمة في سوريا منذ سنوات الحرب، وهي تلك المدفأة العاملة على قشر الفستق الحلبي والبندق.

مع بداية السنة الجديدة يشعر بائعو الحطب بالخسارة. يقول "أحمد" -تاجر حطب- إن السوق "باردة خلافاً للجو الدافئ".

تورط أحمد بشراء أطنان من حطب الزيتون بأسعار مرتفعة. يحكي عن تجاربه السابقة في بيع الحطب ومرابح كبيرة بسبب الصعود المعتاد للأسعار في هذه الأيام من كل سنة. "لم أبع سوى ربع الكمية. الأسعار تهاوت فجأة بخلاف بداية الموسم وها أنا على وشك الخسارة".

كان الديزل هو المادة الأساسية للتدفئة في سوريا. ومع نشوب الثورة وما أعقبها من حروب لجأ السوريون إلى مدفأة الحطب مستخدمين أنواعاً من الشجر اليابس والأخضر للحرق بهدف التدفئة.
 
ويعتبر حطب الزيتون المفضل بشكل عام تليه أنواع أقل جودة مثل السنديان والسرو والتين. مع مرور السنوات تعلم كثيرون صنعة تقطيع وبيع الحطب التي تبدأ بالرواج مع انتهاء تشرين الأول من كل عام.
 
لكن هذا العام لم يكن موسماً جيداً للحطب بخلاف السنوات الماضية. يقول "شريف" -حرفي في نجارة الألمنيوم- "مدفأة القشر طرحت في السوق بشكل ملحوظ ما جعلها تتغلب على صوبية الحطب".

أمّنت صناعة مدفأة القشر لشريف وزملائه في المهنة دخلاً إضافياً جيداً.
 
وكما ساهم الإقبال على شراء هذا النوع العملي والبديع من المدافئ في رواج تجارة جديدة هي تجارة قشور الفستق والبندق التي تلتهمها هذه المدفأة مسببة الشعور بالدفء؛ أدت المدفأة الجديدة وبمفعول معاكس إلى قلة الطلب على مادة الحطب ما سدد ضربة لأسعارها التي سرعان ما هبطت مع الحلول الفعلي لفصل الشتاء.

ما يحدث لتجارة الحطب ينطبق تماماً على مواد أخرى تباع عادة في ذات المتاجر والبسطات التي تبيع الحطب وهي البيرين والفحم الحجري.
 
يستخرج البيرين من بقايا الزيتون بعد استخراج الزيت منه. أما الفحم الحجري فهو نوعان: مستورد من تركيا، وفحم حراقات وهو عبارة عن مخلفات المواد البترولية بعد استخراج البنزين والمازوت بشكل بدائي.

ترك تعليق

التعليق