بتكوين: الخطى الثابتة نحو 30 ألف، هل يتحقق؟، وماذا يعني هذا لأسعار الذهب والأسهم؟

لمن اشترى عملة بتكوين في آذار/مارس الماضي، هنيئا لك. الآن بتكوين على ما يبدو تقارب 30 ألف دولار للعملة الواحدة، بارتفاع يفوق 300% خلال الشهور التسعة الأخيرة.

ولكن، هل فات أوان الانضمام لبتكوين؟ إجابة هذا السؤال نسبية.

يرى محلل في إنفستور بلايس أن بتكوين تستطيع الوصول بسهولة لسعر 30 ألف دولار في 2021. في الواقع تقول التوقعات إن بتكوين ربما تصل لـ 32 ألف دولار.

ولكن هذه ليست القصة فقط كما يخبرنا المحللون. فالكثير يجب أن يتم، كثير متعلق بالمخاطرة.

ما يلزم بتكوين للوصول لـ 30 ألف؟

سعر بتكوين في 2021: سوق الأسهم

يفترض المتبنون الأوائل أن بتكوين "مخزن قيمة" مثلها مثل الذهب أو السندات. وللعملة الرقمية كثير من الخواص المشتركة مع العملات السيادية.

ولكن لمتداول البتكوين الخبير بالتحركات، سيخبرك على الفور أن بتكوين بعيدة عن صفة "مخزن القيمة." عوضا عن ذلك، فبتكوين أصل من أصول المخاطرة. يصعد سعر البتكوين عندما يحبذ السوق المخاطرة، ويهبط بينما يتجه السوق للأمن. وتصعد بتكوين مع صعود الأسهم الأمريكية لمستويات قياسية غير مسبوقة. بما يعني أنها لا تمثل تهديدا على الذهب من وجهة نظرهم.

وتوضح البيانات الاقتصادية صحة تلك الصلة الارتباطية بين سوق الأسهم وبين بتكوين. فتشير بيانات من وول ستريت جورنال إلى أن بتكوين متصلة بنسبة 24% بمؤشر إس آند بي 500. وهذا أعلى من صلتها الارتباطية مع الذهب بنسبة 3.3%، وصلتها مع السندات بنسبة 15%.

ويتوقع محللو إنفيستور بلايس بقاء عملة بتكوين قوية في 2021، وصعود بتكوين لـ 30 ألف دولار في 2021، سنشهد عندها إس آند بي 500 بمكرر ربحية متوسع من 33.0 مرة التي نراها اليوم لـ 40.0 مرة.

التحفيز صديق للجميع

ماذا سيقود إس آند بي 500 لمكرر 40.0 مرة، أو 4,100؟ الكثير والكثير من حزم التحفيز الأمريكية. الآن، ربما تبدو تلك الأرقام مفاجئة للبعض. بتكوين عملة دولية، فلماذا وصلها المحللون بقرارات الكونجرس الأمريكي.

يعزى ذلك للتالي: أكثر من يتداول بتكوين قاطن في الولايات المتحدة. كما أن سوق الأسهم الأمريكي يشكل نصف وزن الأسهم العالمية.

إذن ما السبب فيما يحدث الآن؟ ربما حزم تحفيز ضخمة ينتظرها السوق الأمريكي بمقدم إدارة بايدن. حتى مع حكومة منقسمة، سيكون من الممكن توصل بايدن، وميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ، لحزم بـ 2.4 تريليون أو أكبر.

وهذا يؤمن اللقاح اللازم للاقتصاد الأمريكي، ويرفع قيم الأسهم، وقيم البتكوين. وعلى الجانب الآخر، أي اضطراب في الحزم التحفيزية، أو أنباء مقلقة عنها سيضر بأرباح وول ستريت، ويهجر عندها المستثمرون أصول المخاطرة، وبالتالي تهبط بتكوين.

لذا لتصل بتكوين إلى 30 ألف في 2021 يتعين على الكونجرس تمرير حزم تحفيز لاستمرار صعود الاقتصاد الأمريكي.

ويعني هذا أيضا للذهب أن بتكوين هي إشهار آخر وإيضاح لمدى إقبال المستثمرين على المخاطرة. وبالتالي ربما يهبط الذهب قليلا متضررا بكل هذا التفاؤل، البادئ مع الانتخابات الأمريكية والتعافي الأسرع من المتوقع للاقتصاد العالمي، والمنتهي بانتهاء أزمة البريكسيت التي راودت الأسواق في كوابيسها لـ 4 سنوات الآن.

قدرة بتكوين على جذب الأفراد العاديين، شرط رئيسي

هناك مكون سري أخير لصعود بتكوين نحو 30 ألف، يبعد عن التحليلين الفني والأساسي والتداولات. فبتكوين عليها الدخول إلى المواطن العادي، حتى لا يتكرر ما حدث في 2018.

يتذكر المستثمرون حالة الجنون التي حدثت في أواخر الثمانينيات، بالنسبة للعملات التذكارية النادرة. ارتفعت الأسهم بقوة من 18 ألف دولار إلى 180 ألف دولار في الفترة ما بين 1979 و1989. وحدث الأمر نفسه بين 2009-2010 مع أنواع النبيذ الفاخر، مع تنافس أغنياء الصين وأبناء الطبقة الوسطى للحصول على أفخر أنواع النبيذ، بأسرع المشاركين في المزادات أنفسهم.

في الحالتين ثار هوس الجميع مع اعتبار تلك الأشياء ضمن فئات الأصول. وفي الختام انهارت أسعار النبيذ، وانهارت أسعار العملات التذكارية النادرة، وربما يكون الأمر نفسه بالنسبة لعملة بتكوين.

عندما دمج تطبيق كاش آب، مع سكوير، بتكوين في 2018، جعل العملة متاحة لملايين من المستثمرين المحتملين. والآن خدمة باي بال تخطط لتدشين خدمات بتكوين في 2021، بما يعني إتاحة العملة للمزيد من المستخدمين.

لذا فوصول بتكوين لـ 30 ألف في 2021، سيعد ضمن حالة الجنون التي تقود في العادة لفقاعة، والآن بتكوين تنفخ فقاعة أكبر من السابقة. وستعرف وقت شراء بتكوين الأنسب، وفق محللي موقع إنفيستور بلايس، عندما ترى جارك يشتريها.

إذن أيجب عليك الشراء الآن؟

اعرف هذا: بتكوين أصل مخاطرة. ربما توفر حماية طفيفة عند انهيار أسعار الأسهم، ولكنها توفر عوائد خارقة في الأوقات الطيبة (عندما يقبل المستثمرون على المخاطرة).

والآن، ربما تظل شهية المخاطرة مفتوحة مع لقاحات فيروس كورونا، وحزم التحفيز. ورغم كل الصعوبات يبدو الاقتصاد العالمي في وضع جيد لتحويل المسار.

ولكن، مع أي عثرة لا تبحث عن بتكوين لحماية ثروتك. عند إقبال الجميع على البيع وانهيار السعر، فلن يفيدك رسم بياني من خبير، ولا خطوط اتجاه، ولا نماذج شموع يابانية، الانهيار سيكون مدوي. وأسعار بتكوين الآن مثل الواقف على قمة جبل، ويعاني من نزيف في أنفه من علو الارتفاع، أي نظرة للأسفل ستربك توازنه، وستكون عواقبها غير محمودة.