مزاد سيارات في دمشق.. يثير حفيظة المؤيدين


تداول ناشطون صفحات مكتوبة بخط اليد تضم قوائم لسيارات سياحية تم إدراجها في مزاد علني يقام حالياً في مدينة دمشق. وضمت القائمة سيارات من طرازات حديثة تبدأ أسعارها من 50 مليون ليرة سورية وتنتهي بمليار ليرة سورية، ومن هذه الطرازات هوندا cry 2014 وكيا سبورتاج 2012 وbmw  وتويوتا لاند كروز 2012 وأودي A4 2008 وسوبارو ليفاسي 2010 وكاديلاك ايسكالاد 2007 ولاند روفر رانج 2015 وعدد من سيارات المرسيدس من طرازات ومنها  CLS 350  ,S550.


وكانت المؤسسة العامة للتجارة الخارجية التابعة للنظام، قد أعلنت عن إجراء مزاد علني لبيع سيارات سياحية وسيارات حقلية وباصات وميكروباصات وآليات متنوعة لدى فرعها في دمشق. وتضمن إعلان المزاد آلية التقديم وكيفية استخدام السيارات عقب شراءها إذ لا يمكن لها التنقل كباقي السيارات لا سيّما الحافلات المخصصة للنقل -بحسب ما ورد في البيان- علماً أن المزاد العلني سيقام بحسب الإعلان في صالة نادي الجلاء في دمشق- اوتوستراد المزة، وذلك اعتباراً من 20/12/2020 ولغاية 7/1/2021.


وعلّق المحامي "فواز بهاء الدين الخوجة" من فرع محامي دمشق على صفحه الشخصية في "فيسبوك" أن المزاد الذي لم تعرف الجهة المنظمة له يضم سيارات من أحدث الأنواع والطراز، سيارات لا نراها حتى في الأفلام الأمريكية ولا المسلسلات الخليجية.

 وأضاف المحامي بنبرة تساؤل: "كيف دخلت إلى بلدنا وبلدنا في حصار". وأضاف :"كيف دخلت بينما يمنع عنا الدواء والغذاء وحتى القمح ليخرج لنا أصحاب مقولة مشروخة أفضل من ترميم المساجد والكنائس ابنوا مراكز ثقافية ومراكز صحية.. ليخرج هؤلاء إن كانوا رجالاً وبوجههم عرق حياء ويحدثونا عن مشتركي هذا المزاد".


وتابع أن "مليارات دُفعت ثمن هذه السيارات وهي تغطي ميزانية دولة وتستطيع أن تأوي آلاف الأسر المشردة ولا تبقي جائعاً في الطريق يبحث عن طعامه في حاويات الزبالة، وتستطيع استيراد آلاف من أسطوانات الغاز لمرضى الكورونا وإعادة بناء مدارس هُدّمت وطلاب تحوم في الطرق تتعلم ما يمنحها لهم معلمو النشل والسرقة وخطف الناس".

 وأردف المحامي الدمشقي أن هذه المليارات تستطيع بقدرتها أن تعيد كرامة بعض من فقد أدنى مستوى للعيش وأن تبني العشرات من محولات الكهرباء عسى أن ينعم الناس بقليل من الدفء والنور.

 ووصف صاحب المنشور هذا المزاد بـ "(أحد مزادات الشيطان) في أيامنا السوداء هذه، وفي حين أن راتب أكبر موظف لا يكفيه لليوم الرابع فإن سيارات تباع بآلاف المليارات".

وفي منشور آخر نشر الخوجة صورة سيارة حديثة من المزاد من نوع رانج روفر 2018 بلغت قيمتها 765 مليون ليرة سورية وتساءل: "ما قيمة رسم هذه السيارة وما مبلغ الفراغ وما الرسم السنوي ومتى جُمع ثمنها وبعدها ليتحدثوا عن القيمة الحقيقية لهذه الآلة التي تسير على أربع".

وسخر ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي من خبر المزاد قائلين: "في الوقت الذي ينتظر السوريون بالآلاف على طوابير الخبز، والمازوت، والسكر والرز، تعلن المؤسسة العامة للتجارة الخارجية عن مزاد سيارات سياحية بمئات الملايين. وأضافوا: "من سيشتري هذه السيارات الفارهة  والشعب بأكمله جائع ولا يملك ثمن قوت يومه!".

 ورأى آخرون أن أسعار بيع هذه السيارات تعطي فكرة عن قيمة الليرة السورية وعن وجود أمراء حرب تدفع مثل هذه المبالغ!

 وبدوره رأى Ahmad Nabhan Jebrini أن القائمين على هذا المزاد يربحون في هذه السيارات أكثر من المعمل الذي صنّعها ولكن الأعجب –كما قال- أن هناك أناساً يشترونها، ورد Mohanad Sobh أن هناك الكثير من الناس يشترون مثل هذه السيارات كما اشترى البعض الأيفون عند نزوله في الأسواق السورية بـ 4 ملايين. وتساءلت "هبة محمد البقاعي" بنبرة هازئة :"يا ترى معاش الموظف بجيب دعاسة لهالسيارة". بينما علّق Majeed Al Shereef: "هذه هي الحياة منذ بدء الحضارة هناك المتنعم وهناك البائس". وتابع: "اقرأ عن أي حقبة تاريخية ستجد هذا الحال في كل وقت". وعلّق "محمد سيد" قائلاً: "هذه إحدى النتائج لتحالف السلطة مع الأشرار والمجرمين والفاسدين وحتى الشياطين من أجل أن تبقى وحتى لو كان الثمن سحق البلاد والعباد".

وكان رأس النظام أصدر مع بداية الثورة السوريّة مرسوماً شرعن من خلاله عمليات التعفيش التي تطال السيارات من قبل الشبيحة لتأمين تنقلاتهم بين المدن والبلدات الثائرة والمشاركة في الجرائم وقمع المتظاهرين، تحت ذريعة حماية "سيادة الوطن". فيما أُلغي القرار مؤخراً دون الكشف عن مصير المصادرات من السيارات مما دفع شبيحة النظام الذين كانوا قد استولوا على مركبات أو سيارات إلى تصفيتها أو بيعها.


(الصورة الرئيسية - أرشيفية، من مزاد سابق بدمشق)

ترك تعليق

التعليق