التجار يخشون السويداء


أفادت مصادر محلية من محافظة السويداء جنوبي سوريا، بانتشار ظاهرة الخطف التي بدأت تطال حتى "التجار"، الأمر الذي انعكس بدوره على الوضع الاقتصادي للمنطقة، لافتة إلى أدلة توحي بالتعاون بين عصابات الخطف والأجهزة الأمنية التابعة للنظام.

وذكر أحد أبناء المحافظة، والذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ "اقتصاد"، أن "حالات الخطف أدت إلى سوء الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير جداً، حيث أن أغلب التجار من دمشق وحلب وغيرها من المناطق بدأوا يتحاشون التوجه صوب السويداء خوفاً من عمليات الخطف والسلب، كونه لا يوجد أي جهة تعمل على حمايتهم".

وأضاف مصدرنا أن "أغلب عمليات الخطف تتم على طريق الأوتوستراد وعلى يد أشخاص يختبئون خلف بطاقات أمنية وتحت حماية أمنية ومعرفون للعلن بل وتراهم يصولون ويجولون دون الخوف من أي رادع، وللأسف فإن كثير من الجهات داخل مدينة السويداء، مثل (رئيس البلدية، ورئيس شعبة الحزب) وغيرهم، تقدم لهم الحماية بل وتعمل على أن يكونوا ذراعاً أيمن لهم".

وأكد مصدرنا أن "التجار يعانون من عدم وجود الحماية لهم حتى داخل المدينة، بسبب هؤلاء الأشخاص الذين يقفون وراء عمليات الخطف والمدعومين من الأفرع الأمنية"، مؤكداً أن الأمر يتكرر وبشكل ملحوظ بين الفترة والأخرى.

وأوضح مصدرنا أنه "كان هناك الكثير من التجار القادمين من دمشق وحلب ودرعا لبيع بضائعهم في السويداء، إلا أن غالبية التجار بدأوا يمتنعون عن التوجه إلى السويداء، خاصة وأن كثير من سيارات هؤلاء التجار والمحملة بالبضائع كانت هدفاً محققاً للعصابات المدعومة من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وفي فترات سابقة سجلنا عمليات سلب لشاحنات كانت تحمل مواد (القهوة والمتة، الرز)، وبالتالي يتم التغطية على هذه العمليات من قبل جماعة الحزب والبلدية الذين يشتركون مع العصابات في تقاسم المواد المنهوبة".

وكانت "شبكة السويداء 24"، ذكرت قبل أيام، أن مسلحين مجهولين أقدموا، الأسبوع الماضي، على خطف أحد الأشخاص أثناء قدومه من حلب إلى محافظة السويداء، وذلك قرب قرية "أم الزيتون" على طريق "دمشق السويداء" أثناء قدومه بقصد العمل.

وذكر المصدر ذاته أن "العصابة الخاطفة قامت بنشر فيديو على حالة رقم المخطوف في برنامج (واتس اب)، يوضح تعرضه لتعذيب قاسٍ، وأن الجهة الخاطفة طلبت فدية مالية لإطلاق سراحه، وقامت بابتزاز عائلته من خلال تعذيب المخطوف وإرسال مقاطع الفيديو لهم".

وأثارت تلك العمليات سخط عدد من سكان المدينة وخاصة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ قال بعضهم إن "عصابات الخطف هم ذيول تدار من جهات عليا أعلى من السلطات القضائية والقانون، حيث تقوم هذه الجهات بتصفية هذه العصابات بشكل تدريجي عندما تنتهي مهمتها".

وحمّل عدد آخر المسؤولية لقوات أمن النظام المتمركزة على الحواجز، والتي بدورها تعمل على إيصال المعلومات عن التجار وشاحنات البضائع المتجهة صوب المحافظة إلى عصابات الخطف والسلب والنهب.

يشار إلى أن مدينة السويداء شهدت مطلع حزيران/يونيو الماضي، خروج مظاهرات احتجاجية للأهالي تلبية لنداءات أطلقها ناشطون تحت اسم "بدنا نعيش بكرامة"، و"حرقتونا"، مطالبة برحيل "بشار الأسد" ومنددة بالواقع الاقتصادي المتردي، حيث ردد المتظاهرون هتافات أبرزها "سوريا لينا وما هي لبيت الأسد"، الأمر الذي لاقى تضامناً شعبياً واسعاً مع تلك المظاهرات في عدد من مناطق الشمال السوري المحرر.

ترك تعليق

التعليق