الفقر يرفع سقف الجريمة في اللاذقية


خلال النصف الثاني من الشهر الماضي شهدت مدينة اللاذقية عدة جرائم نوعية، قامت بها مجموعات منظّمة، تترابط فيما بينها، بدءاً بمرتكب الجريمة، وحتى مسوّق المواد المسروقة والمسلوبة.

فخلال الأسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني/نوفمبر، تم توقيف امرأة -"فاطمة ـ ش"- بتهمة سرقة مصاغ ذهبي من محلات الصاغة في سوق اللاذقية، حيث كانت تقوم بمغافلة أصحاب المحلات، وتستبدل القطع الذهبية بأخرى مقلدة.

واعترفت بما نسب إليها بعد القبض عليها، وأقرّت أيضاً بارتباطها مع صائغ يعمل على تقليد القطع الذهبية من أجل الاستبدال، وكذلك بتسليمه القطع المسروقة مقابل نسبة كبيرة من ثمنها الحقيقي، وبدوره يعمل الصائغ على إذابة القطع المسروقة، وإعادة صياغتها أو تحويلها إلى سبائك حسب الطلب والكمية.

وأيضاً، وفي حي الصليبة في مدينة اللاذقية، وقعت عدة حوادث طعن وسلب بالعنف، وسرقة لمجموعة من أجهزة الهواتف الخليوية عن طريق العنف وممارسة القوة على المسلوبين.

هذه الحوادث وقعت خلال يومين متتاليين في أحياء الصليبة، وأثناء انقطاع التيار الكهربائي قبيل منتصف الليل في نهاية الشهر الماضي أيضاً.

ودخل عدد من المواطنين المشفى الوطني في اللاذقية بعد تعرضهم لطعنات بواسطة آلة حادة، حسب تقرير الطبيب الشرعي في المشفى.

وكانوا قد تعرضوا للسرقة كما ورد في ضبط الشرطة المنظم من قبل شرطة المشفى.

وقد تم القبض على شخصين من قبل قسم شرطة الصليبة في بداية الشهر بعد تعميم أوصافهم، والتعرّف عليهم من قبل مواطنين، وهما "بكري ـ ه" من مواليد 2001، و"عمر ـ ز" وهو من مواليد 1998.

واعترفا بإقدامهما على طعن عدد من المواطنين وسلب أموالهم وهواتفهم ليلاً، وتمّ مصادرة "4" أجهزة خليويّ ومبلغ "6" ملايين ليرة سورية، كما تم مصادرة عدّة سكاكين من نوع "كبّاس".

كما اعترفا باشتراكهما مع مجموعة من الأشخاص الآخرين، مازالوا متوارين عن الأنظار، وكذلك بتعاملهما مع عدد من المحلات التي تشتري منهما المواد المسروقة بأسعار مخفّضة.

وأقرّا بتعاطيهما للمواد المخدّرة واعترفا على شخصين هما الذين يشتريان منهما الحشيش المخدر وهما "حسن ـ ج"، و"بشار ـ د"، من أبناء ريف منطقة القرداحة. وتم القبض عليهما أيضاً بدلالة اللّصين.

وأيضاً، وفي بداية هذا الشهر، ألقى الأمن الجنائي في اللاذقية القبض على رجل سبعيني "محمود ـ ب"، يعمل في النشل على مواقف السرافيس وفي أماكن التجمعات، وخاصة أمام الأفران والمؤسسات، وقد قبض عليه متلبساً بالجرم المشهود، واعترف بإقدامه على النشل نتيجة فقره واضطراره لإعالة بناته وأحفاده، بعد أن أصبح المعيل الوحيد لهم إثر فرار أبنائه خارج البلاد، هرباً من الخدمة العسكرية الإجبارية والاحتياط.

وفي حي الدعور، ألقي القبض على سارق مصاغ ذهبي من أحد المنازل -"ليث ـ ح"- في بداية هذا الشهر، واعترف بامتهانه السرقة وقيامه بسرقة أموال وأجهزة خليوي عن طريق التسلق والتسلل إلى أكثر من "30" منزلاً في أحياء المدينة وضواحيها.

وأكد المحامي "حسن، ج" في تصريح لموقع "اقتصاد" أن أروقة المحاكم تشهد تقديم أعداد كبيرة من الموقوفين الذين كان دافعهم الأساسي للجريمة فقرهم، وعدم وجود فرص عمل، وانخفاض قيمة الليرة السورية.

ترك تعليق

التعليق