بخلاف التوقعات.. أسعار الفروج تحلّق في ريف دمشق


سجلت أسعار الدجاج في محافظة ريف دمشق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد ارتفاعاَ جديداً بخلاف كافة مؤشرات انخفاض سعرها والتي كانت متوقعة خلال الشهور القليلة الماضية لأسباب تبخرت مع الرياح والظروف، أبرزها زيادة حجم المعروض ومساهمة الانتاج المحلي بتوفير المادة.

ووصل سعر كيلو الفروج المذبوح إلى ما بين 3500 و 4500 ليرة سورية، وكيلو الدبوس إلى ما بين 5000 و 6000 ليرة، وكيلو السودة بين 3500 و 4500 ليرة، وكيلو الشرحات بين 6000 و7000 ليرة، ذلك بارتفاع نحو 30% على أقل تقدير مقارنة بنشرة الأسعار الرسمية الصادرة عن "مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك"، إحدى دوائر نظام الأسد، إذ وفقاً لآخر نشرة من المفترض ألّا يتجاوز سعر كيلو الفروج الواحد 2600 ليرة سورية.

"أبو همام"، صاحب مدجنة في "مدينة الكسوة - جنوب دمشق"، عزا لـ "اقتصاد" ارتفاع الأسعار في الأسواق بشكل غير مسبوق إلى انخفاض درجات الحرارة واشتداد البرد وارتفاع مواد التدفئة، حيث تبلغ تكلفة التدفئة للفروج الواحد يومياً ما يُقارب 500 ليرة سورية، مُضيفاً بأنّ كلفة طعام الدجاج ارتفعت للغاية، ووصل سعر كيلو الذرة الصفراء إلى 800 ليرة سورية، وسعر كيلو علف الصويا إلى 1350 ليرة، كما أنّ لارتفاع أسعار المحروقات وأجور النقل دور هام في رفع السعر نسبياً في المتاجر التي تقوم برفع أسعارها بما لا يقل عن 20% أمام المستهلكين.

بدوره "أبو نضال"، صاحب مدجنة في منطقة "وادي بردى"، حذّر عبر "اقتصاد" من ارتفاع أسعار جديد جراء نقص حاد في مادة الفروج بالأسواق نظراً لعزوف المربين عن الاستمرار بإنتاجهم نتيجة غياب المؤسسات الرسمية عن الواقع الحقيقي للمداجن، حيث أنّ التنظيم الرسمي غائب بشكل كلي عن القطاع، ولا زال نظام الأسد يفرض الضرائب على استيراد المواد العلفية، علماً أن الأعلاف المنتجة محلياً متدنية الجودة وغير كافية، مُنوهاً بأنّ كثير من المربين تخلصوا من "الأمهات" بالشهور الماضية في ريعان إنتاجها بأسعار ضئيلة جداً هرباً من الخسائر وتضاعفها، الأمر الذي قلص من حجم المعروض في الأسواق.

ورغم أنّ أسعار الفروج في الشهور الماضية كانت أقل حدّة مقارنة بما هي عليه الآن، إلّا أنّ هذه المادة فيما يبدو قد خرجت كلياً من قاموس مشتريات المستهلك السوري الباحث عن أي منتج رخيص الثمن بسبب فقدانه للعمل والمورد وانخفاض الدخل إن كان قياساً بمتطلبات الحياة والأسعار المفروضة أو قياساً بالعملات الصعبة.

السيدة "نجاح" تقطن في "مدينة صحنايا" وتعمل نهاراً معلمة في مدرسة رسمية براتب شهري لا يتجاوز 20 دولار أمريكي، ومساءً بمهنة الحياكة براتب شهري أدنى من 15 دولار، وهي منذ ثلاثة شهور عاجزة عن شراء الفروج أو أي من ملحقاته، وتُفضل عوضاً عنه شراء مواد الأرز والبرغل والزيت ودبس البندورة، وتستعيض عن نكهة الفروج بـ "مرقة الدجاج" أو ما يُسمى بالأسواق السورية "مكعبات الماجي"، كما أنها تتمكن من إطعام وإشباع أطفالها الثلاثة لمدة يومين بذات التكلفة التي تتكبدها لقاء تحضير وجبة فروج واحدة، بحسب ما قالت لـ "اقتصاد".

كان قطاع الدواجن السوري في مقدمة الدول العربية المنتجة للدجاج قبل العام 2011، حيث شكل حينها نحو 54% من إجمالي استهلاك السوريين من اللحوم، وبلغت صادراته 15 مليار ليرة سورية آنذاك بسعر صرف 50 ليرة سورية للدولار الواحد، كما كان لحم الفروج يشكل المادة الأساسية في إعداد وجبات السوريين عوضاً عن اللحوم الحمراء التي كانت أسعارها ترتفع بشكل تدريجي.

ترك تعليق

التعليق