السوريّ في مواجهة المجاعة.. والفاصولياء الخضراء أغلى من الموز


الجوع هي المفردة الوحيدة القادرة على وصف حال السوري الآن، فقد تجاوز مصطلحات حد الفقر أو دون حد الفقر، ومائدته تراجعت إلى ما دون البطاطا والبندورة، فحتى هذه باتت تقسم ظهره، والنظام بمؤسساته فقد كل مبررات الكذب والمماطلة.

"أبو سعيد"، أب لحمسة أطفال يسكن في حي كفرسوسة القديم، أصبح كما يقول، يعيش على حساب المحسنين: "قبل سنتين كانت الأمور أفضل فلي أخ في تركيا يرسل لي شهرياً 100 دولار كانت تساعد في تدبر المعيشة اليوم لولا أبناء الحلال قد أضطر للتسول".

الفاصولياء بـ 3000 ليرة

بعض الخضار الرخيصة كانت تعين العائلات الفقيرة على إطعام أبنائها لكن الغلاء لم يبق لهم أبسط مقومات الصمود.

"مصطفى" من الريف الغربي لدمشق، يقول لـ "اقتصاد": "بالرغم من كل الغلاء كانت البطاطا والبندورة تساعد على تحضير وجبة بسيطة للعائلة. اليوم كيلو البندورة بـ 800 ليرة، والبطاطا 700 ليرة فكيف نتدبر أمورنا هذا عدا عن الخبز الذي يحتاج إلى انتظار ساعات دون جدوى أحياناً ونضطر لشراء الربطة بـ 500 ليرة".

الفاصولياء الخضراء وهي منتج محلي باتت أغلى من الفواكه حيث وصل الكيلو إلى 3000 ليرة. يقول "أحمد" من معضمية الشام: "ماذا نطعم أبناءنا ونحن أبناء البساتين والزراعة وهذه الفاصولياء كانت تسميها أمي من أكلات (الشهوة) فهي رخيصة ويمكن أن تحضرها مرة أو مرتين في الموسم اليوم سعرها أغلى من الموز".

أما عن أسعار الأصناف الأخرى، فقد وصل سعر كيلو الكوسا إلى 850 ليرة، الباذنجان (بيض العجل) بـ 700 ليرة، والزهرة بـ 800 ليرة. وطال الغلاء البقدونس، فوصلت الباقة إلى 250 ليرة، والخس بـ 500 ليرة للقطعة الواحدة.

الفواكه.. كان زمان

يضحك "يوسف" بمرارة عند سؤاله عن أنواع الفواكه التي يشتريها، ويقول ساخراً: "كان زمان يا أستاذ.. نحن في الشتاء وهذا موسم البرتقال وهو أرخصها حالياً الكيلو بـ 800 ليرة لكن الأحوال لا تساعد هناك حاجات أولى كالخبز والمازوت".

أصناف الفواكه الأخرى قفزت لأسعار مرتفعة، فالتفاح بين 1200-1500 ليرة للكيلو، والعنب 1600 ليرة، والموز 3000 ليرة وهناك صنف سيء بـ 2500 ليرة.

أما عن أسباب الغلاء، فهي تعود لقيام النظام بتصدير الخضار والفواكه إلى الأردن والسعودية ولبنان وإيران، بحثاً عن رفد خزينته المفلسة بالعملة الصعبة. وأما المواطن فيجب عليه التحمل والصبر.

ولا تقتصر الأوضاع الصعبة على الخضار والفواكه، فمختلف مناحي الحياة باتت قاسية جداً.. فطوابير الخبز تتزايد، ووقود التدفئة لم يوزع في كثير من المناطق، وفيروس كورونا يقضي على الكثيرين دون أي تدابير احترازية من النظام وصحته، في ظل غلاء وفقدان للكثير من أدوية الكورس الطبي لعلاج كورونا، وهذا يعني أن السوري بات عارياً ووحيداً في مواجهة الجوع والمرض.

ترك تعليق

التعليق