ملياردير سوريّ الأصل يوُصف بـ "أحد أكثر فاعلي الخير" في بريطانيا


وصفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، مليارديراً سوريّ الأصل، بأنه أحد أكثر فاعلي الخير في المملكة المتحدة، بعد أن تبرع بما يقدر بـ 3,3 مليون جنيه إسترليني دعماً لأبحاث لقاح "كوفيد-19"، بجامعة أكسفورد.

والملياردير المقصود، هو وفيق سعيد، السعودي من أصل سوريّ، والنجل الأصغر لأحد مؤسسي جامعة دمشق، ووزير التعليم فيها عام 1925، "رضا سعيد".

ويقيم وفيق سعيد (81 عاماً)، حالياً، بمنزله في أوكسفوردشاير، ويوضح، وفق الصحيفة البريطانية، أن "الأمر الأكثر أهمية يتمثل بالحصول على اللقاح لتعود الحياة لطبيعتها"، وقد لا تكون بريطانيا أول من ينتجه بيد أن ميزة لقاح أكسفورد تكمن بأنه سيكون متاحاً بتكلفة منخفضة للغاية وبمتناول العديد من الدول.

في عام 1963، غادر وفيق سعيد، سوريا، بعيد انقلاب البعث، ليعمل بدايةً في بنكٍ بجنيف، قبل أن ينتقل لاحقاً للعمل في مجال المقاولات، في السعودية، خلال عقد السبعينات.

وتقول "ديلي ميل" إن سعيد، حينما قرر تقديم مبلغ التبرع، أُبلغ بأن برنامج اللقاح الخاص بـ "كوفيد 19" في أوكسفورد، ممول بالكامل، لكنهم عرضوا عليه تمويل برنامج آخر. وبالفعل، قدّم وفيق سعيد المبلغ كمنحة لدرجة الأستاذية في علم اللقاحات في أوكسفورد.

وتُقدّر تبرعات وفيق سعيد لجامعة أوكسفورد، على مدى عقود، بأكثر من 100 مليون جنيه استرليني، الأمر الذي دفع "ديلي ميل" البريطانية إلى إطلاق وصف "أحد أكثر فاعلي الخير في الممكلة المتحدة"، على الملياردير سوريّ الأصل.

جنى وفيق سعيد ثروته في قطاع الإنشاءات بالسعودية، وتميّز بعلاقة مقرّبة من الأمير سلطان، وزير الدفاع في مطلع السبعينات، الأمر الذي أهلّه لنيل الجنسية السعودية، بموجب مرسوم ملكي.

واشتُهر بدوره في صفقة "اليمامة"، وهي أكبر صفقات الأسلحة بين بريطانيا والممكلة العربية السعودية، في ثمانينات القرن الماضي، والتي عادت على وفيق سعيد بثروة هائلة، لكنها في الوقت نفسه، تسببت له ببعض الآثار السلبية، إذ بدأ مكتب مكافحة جرائم الاحتيال في بريطانيا، عام 2004، تحقيقاً دقيقاً حول صفقة اليمامة، بعد مزاعم بأن شركة بريطانية دفعت رشوة للفوز بالعقود المربحة التي ضمتها الصفقة، كما أغلق مصرف "باركليز" البريطاني، جميع حسابات الملياردير سعيد، في إطار القضية ذاتها. لكنّ القضية حلّت فيما بعد.

ووفق تقرير مطوّل نشره موقع "آراجيك"، حول سيرة الملياردير وفيق سعيد، كان للأخير صلات عمل مع "أكرم عجة"، وهو تاجر أسلحة كان يقيم في لندن، وله صلات مع النخبة الحاكمة بالسعودية.

عُرف وفيق سعيد بتبرعاته السخية لأهداف تنموية، منها تقديم منح تعليمية وفرص دراسية للشباب من سوريا ولبنان وفلسطين والأردن.

وكان من أشهر تبرعاته، تقديمه مبلغ 23 مليون جنيه استرليني لجامعة أوكسفورد، لبناء كلية تجارية فيها، أسمتها الجامعة باسمه، "كلية سعيد لإدارة الأعمال".

عمل وفيق سعيد على ترميم قاعة ضمن مبنى جامعة دمشق بتكلفة 7 مليون دولار، وحملت القاعة اسم "مركز رضا سعيد للمؤتمرات".

وفي عام 2014 تبرعت مؤسسة السعيد بمبلغ 1,8 مليون دولار أميركي لمئة طالب سوري لاجئ في لبنان والأردن لتلقي تعليمهم الجامعي.

ووصل عدد الطلاب الذين دعمتهم مؤسسته بأكثر من 740 طالباً، وفق موقع "أراجيك"، أيضاً.

تقدّر ثروته بحوالي 1,6 مليار دولار.

ترك تعليق

التعليق