معبر الراعي.. ضرورة وتسهيلات


يقع معبر الراعي التجاري والإنساني على الحدود الشمالية السورية، مع تركيا.

وخلال فترة قصيرة أصبح معبراً رسمياً حديثاً ومجهزاً، مع تسهيلات كبيرة من الجانبين التركي والسوري الحرّ.

تقع بلدة الراعي في وسط الحدود الشمالية السورية، وتبعد عن مدينة "إعزاز" حوالي 60 كم، وعن مدينة الباب حوالي 30 كم. وقبل الثورة، كان يوجد في بلدة الراعي، نقطة حراسة حدودية.

بعد تحرر المنطقة من نظام الأسد، وبروز الحاجة إلى وجود معبر من أجل مرور البضائع التجارية والمساعدات الإنسانية والطبية، ومرور المدنيين بين جانبي الحدود، برزت الأهمية إلى وجود معبر نظامي يقدم الخدمات الضرورية في هذه المنطقة، ويختصر الكثير من الوقت والمسافات، بالإضافة إلى أهميته الاقتصادية لما يوفره من نفقات على المدنيين والمنظمات.

وبعد نجاح عملية "درع الفرات" العسكرية التي شملت الريف الشمالي والشمالي الشرقي لمدينة حلب، سارع الجانب التركي إلى تجهيز معبر في منطقة الراعي، نظراً لوقوع البلدة في وسط الحدود.


الموظف "أبو علي" العامل على الجانب السوري قال خلال لقاء له مع موقع "اقتصاد": "بدأ العمل بالمعبر مع وضع براكيات حديدية على الجانبين، وبقينا حوالي عامين نعمل ليلاً ونهاراً، متحملين الحرّ والبرد، لتسهيل المرور بين الجانبين التركي والسوري، ومن ثم تطور الوضع إلى بناء معبر منظم، وإشادة بناء حديث على الجانب السوري، مزود بأحدث الأجهزة الإلكترونية والكاميرات، وتدريب موظفين مجهزين للعمل المهني الاحترافي في المعبر، وتمّ الاعتماد على الموظفين الجمركيّين السابقين المنشقّين عن نظام الأسد، بالإضافة إلى كوادر جديدة مدرّبة ومؤهّلة للعمل المنظّم".

وأضاف: "لم يقتصر الأمر على البناء الذي يضم المكاتب وصالة الانتظار، بل امتدّ ليشمل تجهيز حدائق منظّمة، وزراعتها بالورود الجميلة وتعشيبها بأسلوب الحدائق التركيّة، وكذلك تم توظيف مدنيّين للاعتناء بهذه الحدائق".

كما تم تشييد ساحات واسعة مجهزة لاستيعاب أعداد كبيرة من الشاحنات التي تضطر للبقاء في المعبر لفترات من الزمن.


أما الموظف "خالد"، الذي يقوم بالإطّلاع على أوراق المدنيين العابرين من وإلى سوريا، فهو شخص لطيف مبتسم دائماً ونشيط، حسن الهندام والرائحة، فهو يستقبل العابرين بروح طيبة ويصادق على إذن المرور، ويمنح القادمين إلى سوريا إجازات تثبت مرورهم من المعبر قدوماً من تركيا، وتخولهم العودة.

وتحدث لـ "اقتصاد" عن عمله بقوله: "تنحصر مهمّتي بمنح إجازات للقادمين إلى سوريا وإنهاء الإجازة عند عودتهم إلى تركيا لإثبات دخولهم وتاريخه".

وعقّب: "نحن قبل توظيفنا، تم تدريبنا على استخدام الحواسيب والبرامج اللازمة لعملنا، وكل عملنا مؤتمت، ولدينا قاعدة بيانات تساعدنا على حسن الأداء".


وعبّر مجموعة من المحامين السوريين المقيمين في غازي عنتاب عن إعجابهم بالتسهيلات التي حصلوا عليها من معبر الراعي خلال الدخول والخروج.

وفي تصريحات أدلى بها بعضهم لـ "اقتصاد"، أكّدوا التزامهم المطلق بالقوانين السورية المطبّقة في المنطقة المحرّرة والقانون التركي فيما يتعلق بقواعد المرور بين البلدين، وعدم اصطحابهم أيّة مواد ممنوعة بين الجانبين، مشيرين إلى أنهم يتمتّعون باحترام الجانب التركي والسوريّ، ويأتون بشكل أسبوعي للعمل في مهنتهم كمحامين في مناطق "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، ومنهم من يدخل ويخرج يوميّاً من سوريا، بعد حضوره أمام المحاكم وحسب ظروف العمل.

والتقط موقع "اقتصاد" صوراً للمعبر، تكشف عن معبر حديث ومجهز، ويتمتع بأجواء هادئة نسبياً.


ترك تعليق

التعليق