تفاصيل بالأرقام والأسعار عن موسم قطاف الزيتون في درعا


شهدت محافظة درعا فجر يوم الاثنين في 2 تشرين ثاني، هطول زخات متفرقة من الأمطار، شملت جميع مناطق المحافظة، ما أسهم في تحسين المزاج العام للسكان، وحفزهم على حث الخطى في قطاف محصول الزيتون العصيري، الذي تأخر هذا العام في الكثير من المناطق، بسبب تأخر هطول الأمطار.

وتقول مصادر مطلعة وخبراء في القطاع الزراعي، إن تأخر سقوط الأمطار هذا الموسم أخر من عمليات قطاف الزيتون العصيري، التي عادة ما تبدأ في حوران بمنتصف شهر تشرين أول، لافتة إلى أن الناس ينتظرون "المطرة" الأولى بفارغ الصبر، من أجل غسل ثمار الزيتون وتنظيفها من الغبار والأتربة العالقة بها، ما يسهل من عملية قطافها.

وفيما يتعلق بزيتون المائدة، أشارت المصادر إلى أن بعض العائلات الحورانية بدأت بقطاف زيتون المائدة المخصص للمؤونة مبكراً هذا العام، دون انتظار الأمطار، وذلك لحاجة العائلات لما يسد رمقها من طعام، بعد أن استهلكت ما كان بحوزتها من مؤونة العام الماضي، من زيتون ومكدوس، ولبيع ثمار الزيتون في الأسواق، للاستفادة من عائداتها المادية في تأمين بعض الاحتياجات الأساسية.

وحول واقع محصول الزيتون في المحافظة، أكد المهندس الزراعي صلاح الدين المحمود، أن محصول الزيتون في درعا يشهد تراجعاً كبيراً هذا العام، وذلك نتيجة الظروف المناخية السيئة، التي مرت بها المنطقة وظاهرة "المعاومة"، وإصابة بعض الحقول بالأمراض لعدم قدرة الأهالي عن العناية بها لسوء الأحوال الاقتصادية.

وأضاف أن من أسباب تراجع الإنتاج، عجز الأهالي عن تقديم الخدمات الضرورية والعناية الكافية لحقول الزيتون من ري زراعي، وعمليات تهوية ومكافحة، لعدم توفر المياه أولاً ولارتفاع تكاليف الإنتاج وتشغيل الآليات الزراعية في ظل الظروف الاقتصادية السائدة في البلد ثانياً.

ولفت المحمود إضافة إلى ما تقدم، إلى أن محافظة درعا التي اشتهرت بإنتاجها من الزيتون والزيت، خسرت خلال الفترة بين عامي 2013- 2018، أكثر من مليوني شجرة في طور الإثمار، من أصل نحو 6 مليون شجرة، بسبب اليباس والاحتطاب والقطع الجائر والعمليات العسكرية.

وأشار إلى أن الإنتاج تراجع من أكثر من 70 ألف طن من الثمار، و13 ألف طن من الزيت في العام 2010، إلى نحو 22 ألف طن من الثمار، و3 آلاف طن من الزيت في العام الماضي، ومثلها كما يتوقع في العام الحالي.

وأكد المحمود، أن تراجع الإنتاج يترافق هذا الموسم بارتفاع كبير في أسعار ثمار الزيتون، والزيت، وكل ما يتعلق بأعمال القطاف وجمع المحصول.

وحول الأسعار الدارجة في الوقت الحالي وأجور النقل والعصر، أشار "سامر. ع"، 40 عاماً، وهو تاجر، إلى أن سعر صفيحة زيت الزيتون سعة 16 كيلو غرام، يتراوح ما بين 95 و100 ألف ليرة سورية، فيما يتراوح سعر كيلو زيتون المائدة ما بين 600 و800 ليرة، وذلك حسب النوع. أما أجور القطاف اليدوي فتبلغ أجرة قطاف الكيلو الواحد من ثمار الزيتون ما بين 50 و60 ليرة سورية، فيما تتراوح أجرة العامل ما بين 6 و7 آلاف ليرة ليوم العمل الواحد، الذي يمتد ما بين 8 و10 ساعات.

وأضاف أن أجرة نقل طن الزيتون إلى المعصرة تقدر بنحو 12 ألف ليرة سورية، وترتفع أكثر حسب المسافة، فيما تتجاوز أجرة عصر الكغ، الـ 50 ليرة سورية، أما سعر "الصفيحة" الحديدية الفارغة فيبلغ ما بين 2000 و 2500 ليرة سورية، وسعر "البيدون" البلاستيكي الفارغ ما بين 1800 و2000 ليرة سورية، أو أكثر قليلاً، وذلك حسب الجودة.

وأشار إلى أن كل صفيحة زيت، تحتاج بمعدل وسطي لعصر ما بين 80 و120 كيلو غرام من ثمار الزيتون، لافتاً إلى أن نسب العصر تختلف باختلاف العناية بالأشجار وأنواع الثمار وقد ترتفع وتنقص.

ترك تعليق

التعليق