فضيحة إصلاح مصفاة بانياس

كشفت "صحيفة الثورة" التابعة للنظام، أن أعمال العمرة في مصفاة بانياس لم تقم بها كوادر المصفاة كما صرح بذلك وزير النفط، ومدير عام شركة مصفاة بانياس، وإنما تم التعاقد مع شركة خاصة تدعى "إيبلا" بقيمة 4.5 مليون دولار، مضافاً إليها 100 مليون ليرة سورية، وذلك لتنفيذ أعمال الإصلاح.

وتعود ملكية شركة "إيبلا" للنفط التي تأسست في العام 2010، لرجل الأعمال المقرب من النظام، نزار الأسعد، ابن خالة رامي مخلوف، والذي كان يحتكر لوحده كافة أعمال الصيانة والتنفيذ لمشاريع النفط والغاز في سوريا منذ العام 2005.

ونقلت الصحيفة عن مصادر خاصة قولها، إنه بموجب العقد الموقع مع شركة "إيبلا"، كان يجب أن تتم الصيانة بدءاً من أيلول حتى 5 تشرين الأول الماضي، إلا أن الشركة الخاصة تأخرت حتى 15 الشهر الماضي، مشيرة إلى أن مدير عام شركة مصفاة بانياس، والذي يدعى بسام سلامة، ولدى مواجهته بهذه المعلومات، اعترف بالتعاقد مع شركة "إيبلا" الخاصة، لكنه بيّن بأن العقد لم يكن للصيانة بل لتوريد واستبدال وشائع وحوامل أفران التقطير عبر مناقصة تقدمت إليها عدة شركات وفازت بها "إيبلا".

وعن عدم تنفيذ أعمال العقد عبر كوادر المصفاة، قال سلامة إن "القيمة الأعظمية للعمل المطلوب في العقد هي للتوريدات، حيث تشكل أعمال التركيب نسبة ضئيلة جداً من بنوده، بينما يقع على عاتق كوادر المصفاة إنجاز أعمال العمرة العامة للمصفاة وهو حجم عمل كبير جداً"، حسب وصفه.

وتابع: "الجزء الأكبر من العقد كان لتصنيع وتوريد المعدات من أنابيب خلائطية وحوامل معدنية وطينة حرارية وهي مواد من نوعية خاصة تم توريدها من عدة دول"، مضيفاً أن الشركة المتعهدة أعطت وعداً بتسليم العمل في 8 تشرين الأول وفق تقديراتها وبالتالي اختصار جزء من الوقت المتعاقد عليه، "لكن الشركة لم تنته من العمل في الوقت الذي تعهّدت به حتى 15 تشرين الأول وتم إعطاء المنتج في 17 من الشهر ذاته".

وكان عدد من عمال "شركة مصفاة بانياس" قد اعترضوا على عدم استلامهم المكافأة المالية التي أُقر توزيعها لجميع كوادر المصفاة، بينما أكد آخرون أن هناك من حصل على مكافأة لكن قليلة، وبدورها ردت الشركة بأن "العدد محدد".

وتوقفت "مصفاة بانياس" بمنتصف أيلول 2020 لإجراء عمرة شاملة لأقسامها ووحداتها الإنتاجية، وذلك بعد مرور 7 سنوات على آخر صيانة شاملة لها، ثم أقلعت بعض أقسامها جزئياً بنهاية الشهر المذكور، فيما أقلعت بشكل كامل في 17 تشرين الأول الجاري.