شركة هندية تسحب إعلاناً يظهر التناغم الديني


 في أعقاب ردود فعل عنيفة من القوميين الهندوس، بينهم أعضاء في حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، سحبت شركة تانيشك للمجوهرات الهندية الشهيرة إعلانا يظهر التناغم الديني بين المسلمين والهندوس بعد أيام قليلة من بثه.

يظهر الإعلان مسلما وزوجته الهندوسية يستعدان لاستحمام طفل على الطريقة الهندوسية. ويقول شعار الإعلان: "التقاء جميل بين ديانتين وتقاليد وثقافتين مختلفتين".

لكن الشركة اضطرت إلى سحب الإعلان من القنوات التلفزيونية ومنصات التواصل الاجتماعي عقب اتهام أعضاء الحزب الإعلان بالترويج لما وصفوه بـ "جهاد الحب"، وهو طرح يندرج ضمن نظرية مؤامرة تستخدمها الجماعات الهندوسية المتطرفة التي تتهم الرجال المسلمين بتحويل الهندوسيات إلى الإسلام عن طريق الزواج.

أثار سحب الإعلان انتقادات حادة من جانب الكثيرين في الهند الذين قالوا إن الشركة تخضع لسلطة المتطرفين اليمينيين. كما يسلط الضوء على حالة الاستقطاب الديني المتزايدة في البلاد في ظل حكم مودي، الذي يصور حزبه وأنصاره البلاد على أنها أمة هندوسية فيما يتهمه منتقدوه بتطبيع المشاعر المعادية للمسلمين.

وقالت شركة تانيشك في بيانها يوم الثلاثاء إن الإعلان كان يهدف للاحتفاء بالتنوع الذي تتسم فيه الهند، لكنها قررت سحبه بسبب "ردود الفعل المتباينة والشديدة"، قائلة إنه تم تبني القرار مع الأخذ في الاعتبار "رفاهية" موظفي الشركة وشركائها.

شركة المجوهرات هي شركة تابعة من مجموعة تاتا، أحد أكبر المؤسسات في الهند.

ليست هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها علامة تجارية هندية عداء القوميين الهندوس، فقد شهد العام الماضي ردود فعل عنيفة تجاه إعلان إحدى شركات مساحيق التنظيف بعد أن سعت إلى الترويج لعلامتها التجارية التي تظهر الانسجام بين الهندوس والمسلمين. وأظهر الإعلان فتاة هندوسية تنقذ صديقتها المسلمة التي لطخت ملابسها بمسحوق ملون خلال مهرجان هولي الهندوسي. أثار الإعلان دعوات للمقاطعة واتُهم بـ "الخوف من الهندوس".

وقال النائب من حزب المؤتمر المعارض، شاشي ثارور، الذي نشر إعلان تانيشك على حسابه على تويتر يوم الثلاثاء "دعا متعصبو الهند إلى مقاطعة تسليط الضوء على الوحدة بين الهندوس والمسلمين من خلال هذا الإعلان الجميل".

كتب ثارور إذا كان الإعلان "يزعجهم كثيراً، فلماذا لا يقاطعون أطول رمز قائم للوحدة الهندوسية الإسلامية - الهند؟".

ويقول منتقدو مودي إن سمة التنوع في الهند تعاني هجمات القوميين الهندوس منذ تولى حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه مودي السلطة في 2014. لكن الحزب ينفي هذه الاتهامات.

لكن هناك حالة واضحة من الخوف والغضب وخيبة الأمل آخذة في التنامي بين المسلمين الهنود العاديين، الذين قالوا إن مودي وحزبه يسعون لتهميشهم، في محاولة لجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية. ما يعزز هذه المخاوف لدى المسلمين في الهند هو سياسات وخطاب حزب مودي وبعض قادته الذين ألقوا خطب كراهية ضد المسلمين.

الهند دولة ذات أغلبية هندوسية، ويشكل المسلمون حوالي 14 بالمائة من سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.

ترك تعليق

التعليق