في إدلب.. مشاريع صغيرة على الأرصفة، تكافح العوز


بدت علامات الرضا واضحة على وجه "أبو بشير"، عندما استقبلنا بمشروعه البسيط والأول له في شمال سوريا، وبالتحديد في مدينة إدلب، بعد تهجيره من مدينة حمص لمدة تتجاوز الـ 3 سنوات.

"مطعم جدو".. هذا هو الاسم الذي أطلقه "أبو بشير" على مشروعه المتواضع الذي افتتحه على أحد أرصفة مدينة إدلب، بعد رحلة بحث طويلة عن عمل يقتات منه مع عائلته التي تتألف من 7 أفراد.

بدأ حديثه لـ "اقتصاد" عن معاناته التي استمرت لـ 3 سنوات في مدينة إدلب، ليحظى من حين لآخر، بعمل مؤقت، وبعدها يتوقف.. وبقي على هذا الحال لمدة طويلة، دون أن يتمكن من تأمين أبسط احتياجاته المالية، المتمثلة في إيجار المنزل الذي يبلغ 40 دولار أمريكي شهرياً. فما كان منه إلا أن بدأ يطرق الأبواب من أصدقاء وأقرباء للاستدانة وجمع مبلغ يكفيه لافتتاح هذا المشروع الصغير.

يتابع في حديثه معنا: "بفضل الله جمعت المبلغ، فمنهم من اعتبره مساعدة ومنهم من اعتبره ديناً عليّ حتى أبدأ عملي وأعيد المبلغ له. فمشروعي الصغير عبارة عن براكية على أحد أرصفة المدينة أبيع فيها الفلافل والحمص والفول، وبدأت العمل مع ولدي الشاب اليافع لنبدأ رحلة جديدة فيها الأمل والعمل".

وحدثنا "أبو بشير" عن بعض القصص التي تشابه قصته، "فهنالك الكثير مثلي وهنالك الكثير ممن لا يجدون من يقرضهم لافتتاح مشروع يعيشون منه دون أن يحتاجوا أي إنسان".

وكان كلامه موجهاً للمنظمات الإغاثية غير الحكومية التي تساعد الناس بصورة تبقيهم فقط على قيد الحياة، دون التقدم "متراً واحداً"، على حد وصفه.

وطلب من جميع المنظمات البحث عن أناس يريدون العمل ومساعدتهم في افتتاح مشاريع صغيرة مثل مشروعه، والكف عن هذا الدعم "المجحف" بحق الجميع، وفق وصفه. وعلى سبيل المثال، كل 3 أشهر أو أقل تصل للناس سلة غذائية أو معونة مالية صغيرة وهذا الشيء "خطأ"، في رأي "أبو بشير".

"الناس اليوم بحاجة لعمل ودخل يومي تعيش منه ومثل هكذا مشاريع تفي بالغرض وبهذه الحالة يصبح الشخص معتمداً على نفسه دون الحاجة لغيره".

ويعقب "أبو بشير": "أنا اليوم وبعد مرور بعض الوقت أصبح لدي مدخول يومي، ليس بالكثير، لكنه مقبول جداً بعد أن كنت أعمل بشكل مؤقت، أو اللفظ الأصح، كنت عاطلاً عن العمل".

وختم "أبو بشير" برسالة وجهها لكل إنسان لديه قصة تشبه قصته، "لا تيأس فهناك دروب وطرق كثيرة تستطيع العمل عليها دون انتظار المنظمات أو المجتمع الدولي لحل قضيتنا. فابدأ بنفسك واعمل بأي شيء يجعلك لا تحتاج للناس ولا تحتاج انتظار دورك في المعونة الشهرية التي لم نعد نراها منذ زمن طويل".

ترك تعليق

التعليق