إقبال على "الكهرباء التركية" في عفرين


أعلن المجلس المحلي لمدينة "عفرين" بريف حلب الشمالي، مؤخراً عن بدء "الشركة السورية التركية للطاقة الكهربائية" بتركيب عدادات الكهرباء للمشتركين في المدينة، وذلك في إطار خطة محليّة لإعادة إعمار المنطقة وإنعاشها على كافة المستويات.

وأشار المجلس عبر صفحته على "فيسبوك" أنّه "بالتنسيق بينه وبين الشركة السورية التركية للكهرباء، فقد بدأت الشركة بتركيب عدادات الكهرباء للمشتركين في الخدمة ضمن المرحلة الثانية، بعد إجراء التمديدات اللازمة"، موضحاً أنّ "رسم الاشتراك في الخدمة مع شركة الكهرباء 300 ليرة تركية، بالإضافة إلى 300 ليرة قيمة العداد، و100 ليرة رسوم شحن كرت العداد مسبق الدفع".


وحول هذا الموضوع، قال "محمد نجاتي" المسؤول الإعلامي في "الشركة السورية التركية للطاقة الكهربائية" في تصريح خاص لـ"اقتصاد"، إنّ مشروع تغذية منطقة "عفرين" بالكهرباء خضع لدراسة معمقة من الناحية الفنية والاقتصادية استمرت على مدار 6 أشهر إلى حين الاتفاق على الصيغة النهائية للعقد، وبعد الحصول على كافة التصاريح الرسمية اللازمة في المنطقة تمّ البدء بمشروع استجرار الكهرباء في شهر نيسان/ إبريل من العام الجاري.

وأضاف: "يتألف المشروع من عدّة مراحل: المرحلة الأولى خاصة بناحيتي (عفرين) و(جنديريس) وتمثلت بصيانة الشبكات الداخلية (التوتر المنخفض) بشكلٍ كامل، ومد كابلات أرضية جديدة، وتجهيز المراكز الهوائية، وصولاً إلى تركيب العدادات الكهربائية التي تنفذ حالياً للمشتركين في كلا المدينتين".

واستدرك قائلاً: "المرحلة الثانية والثالثة من المشروع ستكون إيصال الكهرباء إلى نواحي (عفرين): الشيخ حديد، راجو، شران، المعبطلي، بلبل، والقرى الصغيرة التابعة لها".


أسعار مقاربة للداخل التركي

ويُعتبر مشروع تغذية "عفرين" بالكهرباء –كما يقول نجاتي- الأضخم في المنطقة، إذ جرى بناء محطتي تحويل باستطاعة 100 ميغا واط، إحداها في "الريحانية" والأخرى في "عفرين" تكفي لتغطية الأخيرة ونواحيها بشكلٍ كامل بالكهرباء. أمّا النظام المعتمد في اشتراكات الكهرباء فهو عبارة عن ساعة كهربائية "عداد"، وفي داخلها شريحة "بطاقة" مسبقة الدفع يشحنها المستهلك من المركز، ليضعها في عداده، وهذا ما سيمكنه من تحديد المصروف الخاص به حسب وضعه المادي.

وفيما يخص سعر الكيلو الواط الواحد من الكهرباء، أكدّ "نجاتي" أنّه لم يتم تحديد سعر كيلو الواط الواحد من الكهرباء إلى الآن في مدينتي (عفرين، جنديرس)، وسيُعلن عنه بعد اجتماع مرتقب بين المجلس المحلي للمدينة والولاية التركية. مرجحاً في الوقت نفسه أن يكون سعره متوافقاً مع سعر الكهرباء في تركيا.

ووفق "نجاتي" فقد وصل عدد المشتركين إلى الآن لـ 3000 مشترك، 2100 منهم في "عفرين" و900 في "جنديرس"، والعدد يزداد بشكلٍ يومي.


بدائل غير كافية وتفاؤل بالخدمة الجديدة

وخلال الأعوام الماضية لجأ أهالي "عفرين" إلى استخدام مولّدات الطاقة الكهربائية المحليّة، من أجل تخفيف معاناتهم وتسيير بعض أنشطتهم المعيشية اليومية، ولكنّ ازدياد أسعار المحروقات ترافق مع زيادة كبيرة في رسوم الاشتراكات الشهرية "الأمبيرات" التي يدفعها الأهالي لأصحاب المولّدات، حيث وصل سعر الاشتراك بـ"الأمبير" الواحد إلى 15 ليرة تركية أسبوعياً، مقابل تيار يتقطع باستمرار ولا تتجاوز فترته 4 إلى 5 ساعات يومياً، الأمر الذي دفع بالأهالي إلى البحث عن بدائل أخرى.

ويعتمد قسمٌ كبير من سكان المنطقة على استخدام ألواح الطاقة الشمسية لتوفير ساعات قليلة من الكهرباء لمنازلهم، لكنّ هذا الخيار "لم يكن حلاً مناسباً للخلاص من الاعتماد على مولّدات الكهرباء، خاصة بالنسبة لأصحاب المهن والورش الصناعية وغيرهم ممن لا توفر لهم ألواح الطاقة الشمسية الخيار الأنسب"، وذلك وفق ما أشار إليه "حسام عيد"، في حديث لـ "اقتصاد".

ويُبدي "عيد"، وهو مهجّر من منطقة "الغوطة" الشرقية، ويملك محلاً لبيع الألبان والأجبان في "عفرين"، تفاؤله بوصول الكهرباء التركية إلى المنطقة، إذ يقول: "لا شك أنّ الكهرباء ستسهل الحياة لدرجة كبيرة"، ويضيف: "ألواح الطاقة الشمسية لا تخدمنا بشكلٍ دائم وعانينا كثيراً من مسألة رفع أسعار (الأمبيرات)، إضافةً إلى الأعطال الفنية وتعطل الأجهزة الكهربائية المنزلية والتجارية نتيجة عدم انتظام تيار المولدات، لذلك نعول كثيراً على تحسن الأوضاع المعيشية والاقتصادية بوصول الكهرباء".

وأردف قائلاً: "وصول التيار الكهربائي إلى (عفرين) يعني أنّي أصبحت قادراً على توسيع نشاطي التجاري دون القلق أو الخوف من فساد البضائع، ولا سيما خلال فصل الصيف الذي يتطلب تشغيل البرادات بصورة دائمة بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة".

وبحسب "عيد" فإنّ هناك إقبالاً كبيراً على الاشتراك بالكهرباء فهي متوفرة باستطاعة كبيرة وعلى مدار اليوم؛ كما أنّ تكلفتها المادية تبقى أوفر من بقيّة وسائل تزويد الكهرباء الأخرى، مما يشجع العمل الصناعي والاستثمار التجاري على النهوض مجدداً في المنطقة.

ترك تعليق

التعليق