"تعبئة رصيد".. أزمة جديدة في مناطق سيطرة النظام


لا تستطيع الحصول على رصيد للموبايل متى شئت فالأمر لم يعد بهذه السهولة كما يقول محمد لـ "اقتصاد": "كأن جماعة الوحدات يريدون أن يقولوا لنا ونحن أيضاً لدينا أزمة ونريد زيادة على الأسعار، وكل محل يطلب سعراً للوحدات وخصوصاً في أيام العطل".

أزمة رصيد

يقول "رسمي" من سكان الريف الغربي لـ "اقتصاد": "اليوم (الاثنين) سألت أكثر من 5 محال تحويل والكل قال أن لا رصيد عنده وأنهم ينتظرون تحويل الشركة لهم وهذه الأزمة منذ أشهر. يوم الجمعة بالتحديد الكل يقول لك لا يوجد وكأنها بورصة".

المشكلة عند "خالد" من كفرسوسة تتعدى عدم وجود رصيد: "هؤلاء الباعة لصوص يقوم بتحويل الـ 90 وحدة بـ 125 ليرة وهي لا تتجاوز 10 دقائق، لأن الدقيقة بـ 13 ليرة، وإذا طبت منه أن يرسل لك بـ 200 ليرة يحولها لك على دفعتين أي أنك تخسر ثلث الرصيد".

عن الأسعار

كيف يربح أصحاب هذه المحال في هكذا تجارة تحتاج إلى رخصة من سيريتل أو mtn وأن يكون لدى البائع رصيد مالي جيد، ومحل مرخص، وموزع رئيسي كبير يتم الاتفاق معه لإرسال الوحدات وتحصيل ثمنها؟!

يقول "فوزي" سائق تكسي من الريف الغربي: "إذا طلبت تحويل وحدات قليلة سيتم سرقتك مرتين خصوصاً بمبلغ الـ 100 و200 ليرة لذا عليك أن تشتري فوق 500 وحدة لكي يسرقك مرة واحدة".

أما كيف يتم الربح والتحويل، فيقول "رائد" من الريف الغربي لـ "اقتصاد": "كل 500 ليرة يتم تحويلها لرصيد بـ 450 ليرة أما الـ 1000 ليرة فتصلك 900 ليرة".

استهلاك هذه الكمية لا يكون فقط بالاتصال بل إن الشبكة أيضاً تسرقك كما يقول "مجدي": "عادة لا يكون الاتصال جيداً فتضطر للاتصال مرة أخرى وأغلب الأحيان يتوقف الاتصال فجأة أو تضيع الشبكة أي أنك تخسر نصف الوحدات في إعادة الاتصال".

لا شيء على طبيعته في "سوريا الأسد"، فعدا الغلاء والأزمات الكبيرة والطوابير هناك دائماً ما يجعل الحياة صعبة، وحتى عندما تريد أن تستنجد بصديق أو تطمئن عن غائب فيجب عليك أن تدفع وأنت صامت فاللصوص في كل مكان ومهنة.

ترك تعليق

التعليق